السبت، 26 ديسمبر 2015

مشهد أبيض وأسود

عدت خالية الوفاض..فارغة إلّا منك
 لعلي أقول خير من أن لا أعود فأفقد أثرك.. بعد أن فقدتك للأبد.
عام جديد على الباب.. وأنا أنشودة حزينة انمسحت حروفها من على ورق آه يا أنت بات أصفر.. لم يبق لي من الأمل سوى أن أتحول إلى زجل باكٍ ترويه ابنتي حين تصبح جدة.. زجل يحكي عنا كيف كنا وكيف انتهينا.
وأسأل نفسي لماذا تنتهي الأشياء الجميلة نهايات بائسة.. تفقد بريقها، تفقد شذاها.. تفقد عنوانها.. وكثير من العناوين روح للحكايا.. لو أنني عنونتنا بنقطة "." مجرد نقطة.. لأترك المجهول مبني للفرح كنوع من التبصر الأعمى..
و... مع كل يوم يمضي أفقد بعدك أبجدية الحياة وتضيع مني خيوط لعبتها، وتلك الابتسامة الغريبة التي كانت ترتسم على وجهي كلما أخذت في كتابتنا، لم أعد أجيد سوى أن أكون بائسة إمّا بوجه عابس أو حزين، كنت في وقت ما في جزء ما في سطر ما من الحكاية أظنني من أصحاب الحق الضائع أو من أصحاب المفتاح الذي ضيغ بابه، لكني مع نقطة مسك الختام "دمعة" تأكدت أني لا من هؤلاء ولا من أولئك، أنا ممن يقفون منتصف حياة، ضيعوا ماضيهم وضببوا مستقبلهم. 
وكأنّني.. 
صورة أبيض وأسود من زمن بعيد جداً



الأحد، 6 سبتمبر 2015

كمٌّ من مستحيلات


لم أتصور يوماً أن الحنين مخلوق خبيث.. ولا أن الشوق سوط من سياط الشيطان.. يجلدنا بلذة ويمسح على الجرح بزيت الحب..
كيف لي أن أغلق نهائياً باب غرفتنا.. وأشعل من خلفه ناراً تأكل كل ما فيها، كيف سأمسح الأركان العالقة ها هنا في ذاكرتي..
إذ مازلت أفتح الباب كلما سنح لي استسلام للحنين.. أرقب زواياً كانت لنا معاً وأذاكر جملاً رددناها كثيراً..
ها أنا أمسح بيدي على وجهك أتحسس ملامحك الحزينة.. عيناك مغمضتان.. تحبسان دمعاً يكتم صرخات جريحة..
 ليتني لم أكن.
ليتني مسحت الرسالة قبل أن تصلك.. 
ليت الحروف انقلبت عدماً بين يديك..
ليت تفيد التمنى وهل التمنى يفيد.. 
في وقت جد متأخر أطلب مستحيلاً..
ينام الجسد ولا ينام القلب.. قد ينام القلب ولكن.. 
مستحيل أن ينام الحب.

 

الاثنين، 27 يوليو 2015

نوافذ خالية

كل نوافذي مشرعة.. ولكنك لا تمر..
وعدتني أني إن أبقيت الأفق مستقيماً.. وإن حافظت على ألوان الطيف سبعة.. وأني إن لم أعبث  بملوحة البحر ولم أعكر زرقة السماء.. ولم أصنع من التمر جسراً ممتداً لمدن الأحلام الوهمية.. وعدتني بأنك ستمر كل يوم قرب نافذة من نوافذي العريضة.. وأنك ستترك رسالة هناك مع وردة حمراء.. ولكنك لم تفعل..
مع كل إشراقة شمس.. كنت أسارع للنافذة أفتش زجاجها وخشبها وقفلها وإطارها.. حتى طلاءها الذي أخذ يتقشر.. لعلي أجد حيث لا أمل حروف تسربت منك في لحظة شوق وحنين.. ولكن النافذة دوماً خالية..
ليست الوسائد وحدها التي تخلو ولا حتى الكراسي.. فحتى النوافذ تخلو من مرور عذب لملامح نعشقها..
مازلت أنتظر رسالة ود من البدوي الذي ضيع خنجره.. لعل البدوية تسترجع وشمها..

الثلاثاء، 21 يوليو 2015

من مذكرات امرأة ما.. نصوص مسروقة

الحظ.. أن يراك الناس محظوظاً لا يعني أنك حقاً محظوظ..
كانت صديقاتي في الثانوية وأيام الجامعة يعتقدن أني الأوفر حظاً على الإطلاق.. كن يعبرن عن ذلك بجمل مكررة حفظتها مع الوقت.. أما عن نفسي فلم أكن أر لي أي حظ لسبب واحد فقط..
كن يرين الحظ في ذاك التزاوج بين خضرة عيني وسمرتي ولون شعري الفاتح.. يتعمدن سؤالي إن كنت أصنف ضمن السمراوات أم الشقراوات.. في تقاسيم وجهي المتناسقة جداً وحتى في قوامي المعتدل.. في ابتسامتي.. في قدرتي الغريبة على الرد الساخر المفحم.. .. في طبعي الاجتماعي وشعبيتي الكبيرة.. حتى في نظارتي السوداء.. كن يقلن أني الأكثر حظاً حتى أني لن أحتاج لأي شيء مع كم الأبواب التي تفتح لي حيث ما ذهبت بأسباب وبدونها.
لم أعلم يوماً حجم الحظ في تلك الأمور التي كن يحسدنني عليها.. ولكني على يقين أن الإنسان الذي لم يلتق حب حياته وقد ضرب له  موعد عاجل مع الموت إنسان لم يعرف الحظ ولم يره  ولو مصادفة.. ترسخ هذا الشعور عندي حين مرت سنوات بعد التخرج.. وانغمست في عالم الشغل الذي سبقه عالم البحث عن شغل ثابت.. وما مررت به من تجارب في العلاقات الاجتماعية والانسانية.. كان الحب يحوم من حولي يفيض من أعين وأوجه اختلفت كثيراً.. وتساءلت مراراً إن كنت عاجزة عن الحب حقاً.. تساءلت لما لم أستطع التجاوب مع أحدهم.. لما لم تبهرني ولو شخصية واحدة.. سألت نفسي كثيراً ماذا أريد وماذا أنتظر وعما أبحث.. لكن دون إجابة.. عبر تلك الأعوام كنت أرى اللواتي كن يحسدنني يعشن القصص.. بعضهن ينجح وبعضهن يفشل.. كنت أرى قلبي على الرف يتحول إلى قطعة أنتيكا.. ينبهر بها الجميع ويعجز عن الحصول عليها.. معروضة خلف واجهة زجاجية مفتوحة على أعين الجميع ولكن ليس لها باب.. وحيدة
آمال.. تلك البنت من أيام الثانوية.. الهادئة بشكل مزعج كان بيننا شيء مشترك وتنافس صامت.. التقيتها صدفة في الشارع الرئيسي للمدينة.. على حالها لم تتغير.. لطيفة جميلة مزعجة جداً.. كانت تحمل بنتاً عمرها تقريباً السنتين. نسخة مصغرة عنها.. حين التقت أعيننا.. انفلت مني بصري نحو ابنتها وثبت هناك يرفض الانزياح.. بعد لحظات من الصمت.. تكلمنا وأعدنا الذكريات الماضية بشيء من الراحة.. لكن.. علي أن أقر أنها زالت وأعترف أني أصبت بغيرة كبيرة حتى كادت تظهر جلية على وجهي.. حين قالت أنها تزوجت منه ذلك الأشقر.. في قرارة نفسي شمتمها.. لم يكن الأشقر حب حياتي أو ما شابه أبداً.. ولكنه الحب نفسه أمنية حياتي.. 
عدت يومها للمنزل.. وقفت طويلاً على باب الصالة أتأمل أمي التي تحمل حزن العالم في عينيها.. أسرعت إلى غرفتي أغالب دمعي الذي غلبني آخر الأمر.. أرتميت على السرير أخفي وجهي في عمق الوسادة.. شعرت بعد فترة بلمسات أمي تحنو علي تمسح شعري بلطف وتفكه لينسدل.. تمشطه بأصابها.. تسألني فيما يشبه الترجي.. إن كنت قررت بدأ العلاج.. أخرجت وجهي من الوسادة أدخلت يدي في الدرج الموارب كباب يخفي فاجعة.. سحبت أوراق آخر تحاليل وتأملتها.. قلت بحسرة "آمال.. عندها بنت..أسمتها أيضاً آمال" تأوهت بصدق.. وانسحبت أمي تلملم دمعها اللؤلؤي.. وفهمت أمي وجعي بشكل خاطئ.. فهمت أمي ما لم أقصده.. 
ما معنى أن تعيش العمر تحقق ما تريد ولكنك تسير والحب في خطين متوازيين..
كنت أريد أن أقول أن تحب يعني أن يكون لك عمر إضافي تعيشه أو حتى عشته.. لا يعرفه أحد.. ولكني وأنا أخسر عمري الواحد وأنا التي لم ألتق حب حياتي.. لا يحق لي القول.

نصوص مسروقة.. من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش

الاثنين، 6 يوليو 2015

فقط.. لأنه قلب

الحب لا يحتاج لأسباب ولكن الكره..  يحتاج أسباب قوية
لا أكذب.. ولكني قد أتحايل على الحقيقة..
اليوم لحظات معدودة.. من لا ماضي له فليصنع ماضيه بيومه..
ولأن الحب هو الذي علقني بك ولم يكن لي أسباب لأكرهك فأنسى وأغدو بلا ماضٍ.. أبذل في سبيله جهداً جهيداً لأصنعه من جديد خالٍ من صورك ومن كل قصائدك.. سأتحايل على الحقيقة بأن أأمن بأن الذي كان بيننا مجرد ريح عابر لقلبينا.. قلبك الذي تعذب كثيراً وتألم أكثر.. وبحث عن الأمان في قلبي الذي كان غضاً لا يملك لنفسه سوى شعوراً كاذب بالحرية.. هو الذي تفتحت عيناه في ما يشبه أول نفس للحياة على ابتسامتك الوديعة وريح الجنة في شعرك... وتلك الدهشة الأولى.. تلك الدهشة التي لا نعيشها في العمر الفتي سوى مرة واحدة..
أملك ماض خال من الأسباب.. وأعيش اليوم شبه حقيقة.. فقط لأن القلب مخلوق جبان.. يخشى مغادرة الماضي الجميل مهما كان الحاضر أجمل.

الخميس، 18 يونيو 2015

ذكريات.. حية

فرحي كحبات البرد.. ما إن يلامس الأرض حتى يختفي..
لنحاول مجدداً.. حبات المطر تتساقط طلاً ناعماً.. وبراعم السنابل تعانقها بنفس لطفها.. آه من أواخر الشتاء.. من النافذة كان رأسي مشدوداً نحو الجبل.. لماذا يبدو خجلاً؟ قممه مدسوسة خلف سحاب أبيض متعب.. وسفحه عارٍ كساق كادحة.. وتعجبت من حزنه.. كأن الربيع لم ينفخ من روحه بعد.. كأن الشتاء أبدي.. كذاك الخواء في صدري..
وتلمست صدري بارداً يكسوه جليد صلب.. نعم.. أفتقدك بحجم بلدي وبلدك مجتمعين.. بحجم تلك المسافة بينهما.. بحجم ذاك الجبل وحزنه..
اليوم..
ينادي "المسحراتي": "اصحا يا نايم.." يا إلهي لم أسمعه يوماً.. ولكني في أحلامي ألتقيه وأحوم حوله.. وأسأله عنك أنت الذي جعلتني أسمعه ذات ليل حار متحدياً كل العقبات والمستحيلات... ربيع متأخر يحكي عن صيف ملتهب.. يسحبه من الماضي ليثبته على حاضر كله ضباب لا رؤية ولا أفق..
كل ما في حياتي.. ذكرى أنت بطلها.. بدايتها ونهايتها.. ليس على الماضي عتب ولكن على الحاضر الذي يأبى أن يخلو منك.. ولا يمضى إلّا بك.. أصبح للذكرى ذكرى موازية..
مهما حاولت مجدداً.. يبقى الفرح محدود الهوى حبيساً هناك حيث لا رجوع..

الجمعة، 12 يونيو 2015

لأننا.. هكذا نحب

وحدك الخنجر وحدك الحامي منه..
وحدك الألم .. ووحدك المسكن..
وحدك برد الروح ووحدك... الدفء..
وحدك في حياتي النقائض متعانقة..
كيف أخلع قلبي من صدري لأسد نبع هواك..
وكيف أمحو كل ذاكرتي فقط.. لأنساك..
تعبت منك.. وأنت السيف والغمد..
السيد والعبد.. 
الحياة والموت..
كشمعة.. دنوت منها فأحرقت رمش عيني..
كشمعة أزاحت بنارها ظلمة حزني..
كبحر غاوٍ.. غامرت فيه فحطم سفني..
كبحرساحر.. خضته بلا دعم ولا مركب..
لا أملك راية بيضاء ولكني.. أملك قلبك..
ولا أعلم كيف مازلت أهواك ولكني.. أعلم قطعاً
أني.. 
فيك النبض ولك الهواء
فلنستمر.. 
لأننا هكذا خلقنا..
وهكذا نحب.



الأربعاء، 10 يونيو 2015

من مذكرات امرأة ما.. نصوص مسروقة

كنت أنظر إليه.. بل كنا جميعاً ننظر إليه.. لكن..
كنت الأقل حظاً طبعاً.. أو الأكثر حزناً.. الأعمق وجعاً.. أتساءل بمرارة.. أتراه الموت سيتخطاني نحوه..
في آخر زيارات له كان قد وصل المرض إلى دماغه.. توقف كل شيء حي فيه عن العمل بقيت وحدها الأجهزة تئن معه لعلها تحكي عن صمته.. عيناه غارتا تنظران إلي بحزن كبير.. كان يريد أن يعيش.. ولو أن العمر يمنح لمنحت له ما بقي لي مما لا أعلم كم.. كنت أنظر إليه وأحاول أن أرسم ابتسامة رفضت أن تستجيب.. دموع راسية على شواطئ جفني لم تنزل ولم ترجع ولم تجف.. كان على المرض أن يتوقف قبل أن يصل إلى الرئتين والقلب.. كان عليه أن يتوقف قبل أن يصل إلى الدماغ بعد أن تخطاهما.. ولكنه لم يفعل.. كان لدي أمل لم أحمله يوماً.. ولم يندثر حتى وهو عاجز عن فتح عينيه.. عمره زهرة مازالت تنوى أن تتفتح.. ولكن الأجل لا يعرف عن الأعمار سوى الحصاد..
هو ابن خالتي وصديقي.. ما جمعنا أخوة وصداقة وحب لم تتخلله يوماً مصلحة.. كنا لبعضنا سنداً في كل الظروف.. لا يفوِّت كلما أنقدني من ورطة أن يبتسم ويقول عبارته الشهيرة: "بلا بيا ياكلك الواد" وهو لا يعلم أن الواد بعده لم يجرفني ولم يأكلني فحسب بل أيضاً الغابة صديقي ابتلعتني والوحش أيها الابتسامة التي لن تموت يغتالني في اليوم مئات المرات..
لم يحتج إلى أكثر من خمسة عشر يوماً ليخر تماماً ويرحل عن الدنيا.. بعد أسبوع واحد كان جسده قد شل تماماً.. وتحول إلى مجرد روح تتخبط بين العالمين.. رغم عينيه المفتوحتين تحكيان عن الرغبة في العيش الكثير الكثير.. آه لو أن العمر يمنح أيها الجميل..
ما احتاجه ليرحل أسبوع من التراجع السريع وآخر من العذاب.. كانت بقربه تبكي.. حبيبته وزوجة المستقبل.. رغماً عنها لم تحبني  لطلما اعتبرتني العنصر الزائد في حياته.. الشريك المفروض عليها.. العدوة ولم تخفي ذلك عني كانت تقول أنها لا تحبني ولا تحب وجودي في حياته.. لم أرد أبداً على استفزازاتها إلّا في أحيان قليلة بقولي: "يعرفني قبلك.. كنتُ في الخامسة حين ولدتِ"  فتشطاط غضباً.. كنت أعتبرها عاشقة مجنونة ولم تزعجني أبداً.. في آخر جمعة من حياته حين وصلت المشفى وجدته قد رحل.. جسمه تيبس.. رأسه على الجانب الأيمن.. لم يكن مبتسماً كما يحدث في الأفلام.. رست دموعي لفترة في حدود عينيْ ثم انطلقت غزيرة.. لم أقل له أي كلمة ولكني بصدق حاولت أن أبتسم له.. اعتقدت أنه سيعيش أكثر.. اعتقدت دوماً أنه سيدفنني.. اعتقدت أن الواد لن يأكلني أبداً صديقي.. وصلتْ بعدي بوقت وقفت عنده غير مصدقة.. تشهق بقوة تتلمسه تحاول تعديل رأسه دون جدوى.. نظرت نحوي اشمأزت مني.. قالت كان يجب أن تموتي بدلاً منه.. لماذا يتركك الموت وأنت لا أمل لك.. وانهارت كشجرة اجتثت من أعماقعها في لحظة غير محسوبة..
مر على رحيله.. عام.. لم أمت.. وهي لم تغفر لي أني مازلت حية.. كل ما أفعله أني أترحم على روحه وأدعو له بالمغفرة.. أحاول أن لا أسأل الأجل لماذا تخطاني نحوه وهو الذي لم يشك أي علة.. 
لطالما كنت امرأة لم تعرف كيف تعيش إلّا مع هذا الصديق الذي منحني لحظات فرح حقيقي وجعلني أعيش ما يجب عيشه كلما كنّا سوياً.. 
من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش... نصوص مسروقة


الجمعة، 15 مايو 2015

لا عناوين لقصص الحب

تمنيت وهل يفيد التمني..
أن يغسل المطر روح الشيطان فيّ وفيك..
وكنّا الهشيم.. وكانت النار.. والحب كان..
ريح الغدر.. حريقاً وشيك.. لا مطر
مشينا سوياً طريقاً طويل..
ندوي ضحكاً.. كلاماً مهمًّا! كثيراً سخيف.. لا يهم
نحب بصمت..بصدق.. علناً بغير تصريح..
كنا جميلين جداً.. بدون عنوان..
قصة تكتب نفسها.. في غنىً عن أي اختزال
ليت الكلام مات قبل الحريق..
وضعنا وضاع الطريق..
في الحب تنمحي القصة سطراً فسطر..
طريق الرجوع!! لكل بداية نهاية أكيد.
لأننا قلنا! خسرنا الحقيقة.. وكبلنا الحكاية
بقيود سخيفة..
فبعض الحقائق.. ندركها ولا نحكيها..
 بعض الحقائق تُذبح بسيف راويها..
تمنيت لو أن التمني يفيد..
أن يموت الشيطان..
 حين خصبنا بذرة الحب..

الأربعاء، 13 مايو 2015

من مذكرات امرأة ما... نصوص مسروقة

لا أعلم كيف.. ولكنني منذ الصغر كنت صاحبة خيال غريب..
كان بإمكاني ولا يزال أن أرى الوجوه في أي شيء يقع عليه بصري، أميز العينين الفم الأنف وأرسم وجها من خطوط ونقاط لا معنى لها ولا لوجودها قرب بعضها، وأتعجب كيف لا يراها غيري.. كنت أقول لأبي: "أنظر.. هذه عينه وهذا أنفه وفمه إنه وجه" يضحك أبي يحملني أو يشغلني بأي أمر لكني لم أكن أنشغل، كنت دوما محاطة بها تبتسم أو غاصبة أو حزينة أو بلا تعابير "صماء"
وبقيت على هذا الحال إلى عمري الحالي.. ولكني لم أعد بحاجة لنقاط وخطوط أو حجارة أو أي شيء.. تكفيني المرآة لأرى وجه من أحب وهو يرقبني أذوي.. تعلوني الصفرة تارة والسواد تارة أخرى.. 
لم تعد المرآة تعكس وجهي بقدر ما عادت تعكسهم جميعاً وهي تعزف لحن الحياة.. وأنا أقر بأننا جميعاً هالكون ليس كعزاء لي.. بل لهم.. من الدائم على وجه الأرض.. يبقى وجه ربك الكريم.
كنت أخرج وصديقتي نتمشى ونأكل المحظورات.. وكلما مررت بشخص مهما كان عمره.. أقول: "أنظري ألا يشبه فلان ألا تشبه  فلانة" فتضحك فقط لأني كنت معروفة أني أسوأ من قد يكتشف الشبه بين الناس يقولون أني لا أجيد التشبيه "ما تعرفيش تشبهي الناس" ولكن لا أحد يعلم أني بت أرى الوجوه على الوجوه.. وأني أمارس الشوق قبل الرحيل..
ومن المواقف الطريفة التي حصلت معي في الماضي القريب.. أني كنت في السوق أتجول في محاولة لإرضاء غروري والفتك بشيء يواقف ذوقي الصعب في اختيار الملابس إذ تعد رحلة تعذيب لي ولمن ترافقني، حتى أوقفتني امرأة في متوسط العمر.. وهي تلومني على تأخري في الحضور وعلى عدم مهاتفتها.. نظرت إليها باستغراب فتحرجت بادئ الأمر واحمر لونها ثم اعتذرت قالت أنها اعتقدتني ابنة أختها "فأنا أشبهها كثيراً" وأخذت  تصف لي أوجه الشبه بيننا في كذا وكذا وكانت القائمة طويلة، أخذني فضول مريع لأرى هذه التي تشبهني.. أهناك من تعاني من النظارة السوداء مثلي؟؟ أهناك حقاً نسخة ثانية عني؟؟ وبقيت أتبع تلك المرأة حتى حضرت "لالة مولاتي" كما تقول أمي.. اندهشت... فلا شبه بيننا إطلاقاً حتى أنها كانت بيضاء البشرة، بنية العينين، قصيرة القامة، لا أنف، لا شفاه، لا خدود ولا جبين، تكلمت بصوت مرتفع بكثير من التذمر "من أين بيننا كل هذا الشبه الذي تحدثتِ عنه؟" وكان بجانبي صاحب محل لم أنتبه لوجوده أبداً مع أنه كان يرقبني منذ البداية حتى أنه كان يرقب ما أرقب دون أن يعي ما أفعله، وحين انتبهت له قال وهو يبتسم "هاذيك القصيرة؟؟" قلت أنها هي بالذات، فأكد أنها فعلاً تشبهني، قال ليس في الملامح ولكن هناك شيء بيننا مشترك لا يمكن وصفه، اعترضت بشدة واتهمته بأنه لا يجيد التشبيه فليتوقف.. خرجت من السوق دون أن أشتري شيئاً كنت أردد أنهم أفسدوا كامل يومي، فالأوجه اختصاصي.
لعلها فعلاً تشبهني... بل لو أنها حقاً كذلك.. أسيشير إليها من أعرفهم إن مرت بقربهم فيقولون يوم لا يعود لي وجود.. أنظروا تشبهها كثيراً.. أهناك نسخ عني تمنع نسياني.. ربما.. أو لعله "ليت" 
وتبقى الحياة أجمل من الموت مهما كانت بائسة.. ولو على وجه غير وجهك
نصوص مسروقة من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش..

الثلاثاء، 12 مايو 2015

الحب... لغة ثالثة

الصمت رسائل من عمق بحر.. لمن يفهم لغة البحر..
أن تنظر في وجه الآخر.. وتُقرِئَه اللّا شيء.. وتدفع جنونه نحو الفوران
أن ترسل دفعة واحدة بنظرة تمسح زجاج عينيه وتصل إلى قلبه.. جملا قصيرة متقاطعة
أن تتغلب على ضعفك تحت ناظريه وتبتسم في وجه غضبه دون رد..
أن تملأ حقائبه رعشة.. بل أن تدفعه لرميها من نافذة القطار المتوقف بكما من دون محطة.. 
 أن تستدير.. وتمضي دونه.. أن تتركه لشكه.. 
أن تفقد اللغة معناها في تلك المرحلة المتأخرة من المحاولة..
يعني أنك شخص أحب بصدق.. وانهار حين لم يعد للصمود من عزاء..
لست ساموراي حب يحتفظ بخنجر موته.. ولكنك إنسان استعاد مفاتيح قلاعه..
قد لا نتحدث نفس اللغة في الحياة.. ولكننا أكيد نملك للحب... 
لغة ثالثة

الجمعة، 1 مايو 2015

كثير. من حنين


أحن بشكل مفرط.. وحنيني لم يمت يوماً.. رغم القبر والشاهد عليه
أحنّ..
لماضٍ ليس فيه غيرك ولأمس كنا فيه سوياً.. ليوم لم أتخيل أنه سيكون دونك..
أيّتها الروح عودي لمستقرك.. لا ابتسامة اليوم والحساب ليس بعسير.. فاليد التي أوقدت النار أطفأتها..
حول القلب هالة من ورع الرضا بالقليل.. بعد أن غادرت كل المراكب ونحن يا قلب على الرصيف نرقب ابتعادها..
كان بإمكاننا القفز فيها ولكننا اخترنا التلويح.. وداعاً فغداً يوم فارغ فغداً.. ذكرى وجرح عميق..
وأتساءل هل من ندم؟ أجيب ربّما.. بل أكيد.. ولكن القدر خط لن نخرج عنه.. دائماً هي نفس الورقة بوجهيها "لقاء ففراق" كانت لنا كل الأسباب لنلتقي.. نندهش من حجم الفرح الذي يعترينا.. وباتت لنا كل الأسباب.. لنفترق ونحزن بشدة..ثم نمضي نحو حياة أخرى أغلبها اختيارات آلية.. لأني لم أكن حيث أريد فلأكن حيثما اتفق.. كل ما يلي الخسارة.. سيان.
دائما من القلب المتعب المشتاق لك.. محبة.. لعلّ الريح التي تمر بك شرقاً تبلغك السلام.

 





الجمعة، 24 أبريل 2015

رغم موت الأمنيات..

لو أنني حلم يتوق لأن يتحقق.. لو أنني نجم تاه في عرض الليل.. لو أنني عطر في وردة.. أو جناح فراشة  يود لو أنه يرمم.. لو أنني في السماء زرقتها.. وفي الغيم نعومته.. لو أنني في الجبل قمته ..لو أنني أي همس جميل ولو عابر..
لو.. أن لي قلما بحجم شجرة.. وورقة بحجم بحيرة.. لو أنني بقيت نفسي لعام آخر.. لرسمت لك على وجه البحيرة أجمل الكذبات.. ولصدقت فيها..
ضعت وضاع معي كل شيء جميل كان بيننا.. لم أحفظ العهد ولم أبقِ الرباط الأحمر على رسغي كما وعدتك.. كل ما فعلته أني لم أختر.. لأنه لا خيار في الرحيل الرحيل.. منذ انطلقنا كنا في رحيل.. منذ كتبت لنا الأقدار لقاءً كانت قد سجلت على وجه اللقاء فراق.. عملة الحب مزدوجة رغم أنه لا عملات في الحب.. ولا ازدواجية.. 
وبقيت أذكر اللحن الحزين الذي لم أسمعه منك أبداً.. كنت أعرفه من عينيك، ترددان هل من أمل أيتها الأمل.. كنت أمل وكان لدي منه الكثير، لكن في أوطان الخيبة ما من داع للكذب، أوراقنا سوداء مكشوفة، لن تكتب فيها ولن يُكتب لك فيها فلا وجود للحبر الأبيض..
أتساءل فقط كيف أنت اليوم.. بل كيف صرت؟ 
نسير في الحياة على هامشها.. أوليس غريباً أن نصبح الهامش نفسه.. تسير الحياة علينا.. موجع أن أعترف بذلك.. إذ لا معنى لأن أحيى حياة ليست أبداً حياتي.. أرمي الخطى غريبة عن بعضها، في كل خطوة هم بحجم وطن يميته أبناءه كل يوم ألف ميتة بسكاكين بعضها من عصيان وبعضها الآخر من استسلام.. 
دائماً.. في القلب المتعب لك مكان.. ومنه لك نفس الحب رغم كل تلك الخيبة..

الخميس، 26 مارس 2015

دموع الشمس

أخبرني أحدهم..
 أن الشمس تحترق لسقوط دموع النساء.. ستنير الشمس الدنيا بلا احتراق يوم تكف النساء عن البكاء..
ماذا يحدث لو كفت النساء دموعها.. أستجف موارد الحب والحنان.. المرأة تبكي حين تفرح حين تحزن حين تحتار حين تتخذ القرار.. تبكي دائماً لترطب الدنيا..
قالت جدتي: "الخد عند المرا يتشقق مرتين.. مالدوع كِتنزل ومالدموع كِتنشف" أي أن خديها يتشققان من كثرة البكاء ومن ندرته.. كالأرض تماماً..
أن لا تبكي امرأة يعني أنها تختنق.. أن الجرح أكبر من أي مرهم.. أوسع من أن يخاط.. ليبقى مفتوحاً على كل أنواع الوجع مفتوحاً للريح التي لا ترحم... للبرد والحر..
في زمن فقدت كل الأشياء معانيها.. في زمن لم يعد فيه سوى الجراح والحزن يعششان في القلوب.. زمن شاحب اختفت فيه الشمس خلف سحب من القسوة  وبرد المشاعر.. وحتّى من اللامبالاة.. باتت الأجساد بلا أرواح.. تلبس السواد من الداخل وتلتحف الصفرة من الخارج..
أجساد جائعة.. للإنسانية.. لا تعرف كيف تمسح دموع الشمس


الأحد، 22 مارس 2015

نقطة نهاية (.)

لأغوينّك..
ولأقعدنَّ لك كل شياطيني..
لأجعلنّ منك بركاناً.. 
ولأفجرنّ قلبك غضباً.. وطيشاً
ستصرخ مرغماً.. وستسقط تعباً
لأرمقنّك بطرف عين قاس لا يعطف..
ولأعبرنّ بقربك تجاهلاً..  بقدر بروده يكويك
في غضب الحب لا أمزح.. يا أنت لحظة شرودك
لحظة نسيانك..
أنا فراشة.. 
جناحاها لا يخيط جراحهما... زمن
ولا أنت..
نقطة نهاية (.)

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

من مذكرات امرأة ما.. نصوص مسروقة

"ننظف الحي ليصبح العالم أجمل" 
في أحد أيام ربيعٍ من عمر مضى ليس ببعيد.. كنت عائدة إلى المنزل وقت العصر.. كان الحي في حالة من الحركة غير العادية من ذهاب وإياب.. أذرع وسيقان عارية.. صدور مكشوفة وأصوات لا حصر لها ولا تمييز.. 
في طريقي للزقاق المؤدي للبيت.. وجدت الولد أنيس ذو الست سنوات يحمل مكنسة أكبر من حجمه الصغير.. يبذل مجهودا كبيراً وهو يحاول دفع التراب، يصدر تنهدات جادة ووجهه المتسخ حازم عازم على الاستمرار.. أمسكته من رأسه وسألته بين الجد والهزل "واش راك ادير يا أنيس" أي ماذا تفعل؟ ابتهج وجهه، قال بصوت فرِح وهو يفتح ذراعيه مشكلا ما يشبه الدائرة مفلتاً المكنسة: "ننظف الحي ليصبح العالم أجمل" قالها بالفصحى..
أدهشني.. توقفت فجأة حتى عن التفكير.. تساءلت: "حقاً؟؟" كان للجملة وقع خاص في نفسي.. بل أخذت بعداً آخر.. درس في الحياة أيها الولد الصغير الذي يحمل مكنسة أكبر منه.. ويدفع كومة تراب تُعجز حتى الكبار؟؟ درس في جملة؟

ماذا لو نظفت نفسي من الداخل من كل اليأس الذي يغمرها، من  الحزن من الحقد.. من الغيرة.. من اللامبالاة.. من المغريات.. ماذا لو نظفت دروب العمر المؤدية إلى الأحلام ليس من عقباتها بل من شوائبها.. ماذا لو نظفت الصدر من حطام الأحلام التي انتهى عهدها.. أيصبح العالم أجمل؟؟ أجل كان سيصبح العالم أجمل وأرحب وأوسع.. ليس بشكل مثالي أبداً ولكن.. بحيث أننا نعيش عمراً متزناً لا يقف عند سقطة أو حفرة من حفر الحياة.. لا تسد مسارات الحياة لمجرد أنّ حلماً قد اندثر.. بل تتغير..

دخلت المنزل يومها وكلي شعور  أن هالة غريبة تحيط بي.. إلى أي حد يمكنني أن أنظف نفسي وأتخلى عن عقدي.. وأعيش بصفاء.. ثم كيف هي المكنسة وما حجمها.. لابد أن حجمها كبير والعمل سيكون شاقاً جداً لأن أكوام الطبائع والعقد داخلي ليس بهين ولا يسير.. ما جمعته في عمر يلزمه عمراً آخر ليفرق... 
قبل ذاك اللقاء بأنيس بأيام كنت قد أجريت تحاليلاً طبية.. كان المغلف في حقيبة يدي.. على موعد مع الطبيب لليوم الموالي ليعلمني بمفادها.. ولم يلزمني سوى أقل من أربعاً وعشرين ساعة لتسقط المكنسة وتندثر كومة التراب.. وتفقد كل الأشياء معانيها.. من أين لي بالعمر لأزيح كل تلك التراكمات.. بل انزاحت ولم يبق إلّا رغبة ملحة في "العيش" شعرت أني عشت عمراً قصيراً لأموت.. عمراً بأحلامه وأفعاله.. ليس بزمنه..
الحزن جزء من الإنسان وليس كله.. هو لحظة صمت وعودة لدفء الذات لملامسة الروح.. للسكينة.. للسكينة التي تسبق رياح الاستمرار لكن بشكل أجمل.. أفلت مكنسة أنيس ولكني لما بقي لي عمر حملتها مرة أخرى.. سأبتسم دائماً
من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش

الأربعاء، 4 فبراير 2015

من مذكرات امرأة ما... نصوص مسروقة

كان حلمي أن أحيا لحظة حرية حقيقية.. لكن الحرية من أكبر الكلمات تداولاً وأفقرها بل أعدمها تحقيقاً..
في مرحلة ما من حياتي في عمر معين، اضطررت لأن ألبس النظارة السوداء.. كانوا يقولون أن عيناي مصدر مشاكل ومتاعب.. 
أنا سمراء بل قمحية البشرة.. شعري كستنائي مائل للشقرة.. عيناي؟؟ خضروان فاتحتان والأدهى واسعتان، يقول الجميع بالاتفاق أو بغيره.. يستحيل النظر فيهما أوالتحديق بهما مطولاً.. رفضت وضع الخمار ولحد الساعة.. تعودت رفع شعري بطريقة بسيطة بحيث تبقى خصلات شعري منحدرة على وجهي وعنقي.. كنت أحب أن يداعبها الهواء أو يلعب بها الريح.. أو حتى أن يبللها المطر.. كانت لي عادات يعرفها كل من حولي.. لا أرفع النظارة حتى في قاعة المحاضرات إلى أن يدخل الأستاذ.. حتى اعتقد البعض أني كفيفة.. ألبس اللون الأخصر بشكل أساسي بين غامق شتاءً فاتح صيفاً.. أبتسم باستمرار.. كانت لي قدرة رهيبة على السخرية من أي شيء وكل شيء.. نظرة غريبة للأمور لا يتوقعها أحد.. 
بقيت كذلك حتى بعد تخرجي من الجامعة.. وحتى وأنا أغرق في وظيفتي التي لا تكتسي أي أهمية.. لكن بعد سنوات من العمل والغرق في الروتين.. بعد سنوات من المخططات الفاشلة والأحلام المجهضة.. تغير لون عينيّ إلى الداكن وضاق اتساعهما.. كانت تلك عادة لا أتحكم بها.. كلما حزنت تضيق عيناي.. 
بعد سنوات من التخرج يقول لي الجميع أني تغيرت.. "مازلت جميلة لكن.." تبقى الجملة مفتوحة على كلمة مفقودة.. كنت أعلمها هي "حزينة" سنوات الدراسة والبحث بالنسبة لي كانت بوابة مفتوحة على الحرية والحركة والتغيير.. حتى سنوات البحث عن عمل.. لكن الغرق في روتين العمل والإدارة جعلني أفقد أشياء كثيرة.. 
وأغرب ما حدث معي.. أن لون عينيّ واتساعهما عاد.. منذ أن علمت أني مصابة بالمرض وأصبح لي موعد أكيد مع الموت.. قبل أن أترك عملي كنت أسمع يومياً أن أمراً ما فيّ تغير ولكنه مجهول.. يسألونني ماذا يحدث معي.. بعضهم يقول أني خطبت والآخر يقول بل تزوجت في الصمت.. البنات يتغامزن أني أحب.. ولا أحد يعلم أن ما بقي لي من عمر بت أعشقه وأن الحياة أخيراً أصبحت مجدداً ذات معنى.. أني بت أفتش مجدداً عن أحلامي الضائعة لعلي أستطيع لحاق واحد منها.. كان أكبر أحلامي أن يمنحني والداي متسعاً من الحرية أكبر.. أردت دائماً السفر ولو في البلد.. لكن خوفهما الأبوي والشرقي في نفس الوقت كان يقف عائقاً.. واليوم يقف المرض عائقاً إضافياً.. بعض الحواجز بمرور الوقت تزول.. وفي أوضاع أخرى تنمو وتتكاثر.. وأحياناً لا يكون هناك سوى حاجز واحد مستحيل الإنكسار..
أفكر كثيراً أني كما سمحت للنظارة بالسيطرة على مرحلة من حياتي.. سمحت لأشياء كثيرة بتحريكها وتحديد مسارها.. 
الأكيد أن الحياة ليست سهلة.. ولكنها بالمقابل جميلة بصعوباتها.. 
نصوص مسروقة من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش..
 

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

فقط.. لأني أخاف

لا أملك زمام ردود أفعالي.. ولكنني أعلم أني قد أأذيك.. بل أكيد سأفعل.
وترميني بسهم الهوى وتنتشي بسقوطي؟؟ 
بعد السقوط ثورة لو أنك تعلم.. 
بي جنون لا يهدأ إلّا حين يحطم كعاصفة..
 أضم بقوة وأرمي بقوة.. وأصرخ عالياً أني.. حتى في الحب أنتقم.. 
وأقهقه غروراً وزهواً بنصر ليس له علم.. وقلعة سقطت بيدي عدوة وحبيبة..
وألف حولك سوطي وذراعي.. أحدث فيك جرحاً وأضمده..
فأنا..
لا أقبل في الحب مغروراً غيري.. ولا أغفرلنفسي انصياعي..
ولكني..
رغم هلعي وفوراني.. رغم.. غضبي وعدم استسلامي..
أحب وأهوى وأشتاق.. وأحن لصيادي..
لا عجب أن الحب..
 مرغوب.. مخيف

الأحد، 25 يناير 2015

أمانة في قلبي.. أحفظك

تغيب وجوفي ككأس ملؤها راحٌ من روح روحك..
أراك ولا ألقاك كأنّا آخر ليلٍ وأول خيط من صبح..
أعانق جسداً لأنه أنت وليس أعانق من شوق إلّا طيفاً
سرابٌ حضورك في يقضةٍ وفي حلُمٍ وما بين صحوٍ ونوم
متى.. ؟
متى ألقاك وأبكي حزناً خشيةً من وجهٍ ويدٍ تصير دخاناً
فيضحك الوجه من حبٍ وتمسح اليد دمعاً ما جف اشتياقاً
لعلك تقرأ وتذكر أنّي قلبٌ وإن لم يرجع أمانةً.. بها يحتفظ
ولها يحفظ... قلبك أمانة ما زالت في قلبي
كأمس.. مازلت أهواك..
آمــال




الخميس، 22 يناير 2015

مازلت أهواك

مازلتُ أهواك...
 ومازلتَ قطعة من روحي في بلاد باتت غريبة..
أهيم على وجهي بك في شوارع التيه.. وأزقة الضياع
 بدونك قلبي ظل بلا كيان.. وعيني بياض لا سواد فيه..
مازلت أهوى فيك الحضور رغم الغياب.. 
وأعشق وجهاً لك يظهر في كل المرايا..
لا أعلم.. من منا يصر على الحضور ومن منا أتقن الغياب.. 
أعلم أنّي بك هناك أعيش غريبة.. سجينة
وأحلم بقلبي يعود بك طليقاً
ولكنّ فيروز لي غنت..
"أهواك بلا أمل"



الثلاثاء، 20 يناير 2015

من مذكرات امرأة ما... نصوص مسروقة

سبق وتعرضت لحادث سير.. ودخلت بعدها في حالة من اليأس لأسباب ما كان ليفهمها أحد.. ثم أخذ القنوط عندي مجرى آخر وهو أن تحول إلى فوبيا الشوارع.. وبات الخروج من المنزل يشبه الكابوس بل بات فعلا كابوسي القاتل أني أسير في شارع والسيارات لا تجد لها طريقاً سوى نحوي وأنا أصرخ في الحلم والواقع معاً والكل من حولي يحاول إيقاظي لكن... عبثاً.
لك أن تتصور حالتي وأنا عاجزة حتى عن الذهاب إلى الطبيب المعالج.. كنت أمضي وقتي جالسة عند النافذة لا أفعل شيئاً سوى أني أراقب حركة الحشائش والأشجار والقطط وكائنات كثيرة أخرى لم أكن أعلم بجودها أصلاً.. لا أعلم حال الناس ولا أحد يعلم حالي.. لم أكن أميز من الدنيا سوى الليل والنهار.. حتى الأكل كنت أنتناوله في القليل النادر كنوع من التقوت وبرجاء من أمي.. مضى على وضعي ذاك شهران كاملان بعد مغادرتي المشفى.. شهران دون أدنى تغيير في مسار حياتي.. كان والداي يحاولان باستمرار اخرجي من المنزل ولكن حالة الهلع والهستيريا التي كان تصيبني بمجرد الاقتراب من الباب الخارجي وبعدها مباشرة الاغماء جعلتهما يستسلمان ويكتفيان بمراقبتي بمرارة.. كنت دوما مصدراً لقلقهما وعذابهما..
إلى أن جاء يوم أصبت بنوبة هستيرية مفاجئة دون أدنى مقدمات.. حسب ما قيل لي أني بدأت أشعر باختناق أولاً ثم اختفى أسود عيناي تماماً وانقلب اختناقي صراخاً شديداً ورعشة كأنها الموت نفسه ولكن طالت مدة انقضائه.. لحد الساعة لا أذكر ما أصابني يومها.. المهم نقلت إلى المستشفى  تلقيت العلاجين الجسدي والنفسي.. وعدت من الموت للمرة الثانية بعد أن كان جسدي قد استنزف كل ما لديه من طاقة ومخزون وكاد دماغي أن يصاب بجفاف جراء النقص الحاد في كل ما يلزمه..
بعد أن أخذت أستعيد رشدي تدريجياً.. تذكرت كم مرة تمنيت فيها الموت وتساءلت بستمرار لماذا نجوت من حادث كذاك وتساءلت مجدداً حين تم انقاذي في آخر لحظة لماذا الموت يخطئني باستمرار..أيخطئنا الموت حقاً؟ 
اليوم أتمنى حقاً أن أعيش كل لحظة من حياتي.. أتمنى حقاً لو أن الموت يخطئ ضربته حين يلزم أن تطالني.. تكتسب النعمة قيمتها حين تشارف على الزوال.. أجل أنا أقاوم المرض بشراسة حين لم يعد لدي أمل.. واستسلمت تماماً حين كان بإمكاني المقاومة.. يقال أن الإنسان يحدس أجله ولأني أشعر به قريباً جداً.. أحب الحياة بكل مافيها.
من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش

السبت، 17 يناير 2015

لأن قلبي من حرية

لو أن لي جناح ولو من غيم.. لحقلت وحلقت حتى الموت
لما قد أبقى على أرض لم يكتب لها سوى الوجع..
تحت قدمي بساط من شوك وعلى رأسي مظلة من حر..
طريقي يا أيها الوجع منك وفيك..
لم أخلق لأعيش في قفص.. لم أخلق لأبكي.. لم أخلق للأحزان..
نخاعي من حرية ولحمي لحم طير.. وروحي من مطر.. دائماً كنت في سفر
عندما أموت.. لا تجعلوا على قبري شاهداً.. فليكن مجهولاً..
في الموت اجعلوني بلا اسم.. 
في موتي فلأكن كل البشر..

 

السبت، 10 يناير 2015

من مذكرات امرأة ما.. نصوص مسروقة

حين تقرر السير في خط مستقيم... يصبح ما قبل نقطة القرار.. مجرد ذكرى وما بين نقطة القرار وآخر الانتظار محض عدم..
كنت فيما مضى لا أقوم سوى بعد الأيام.. متى يأتي السبت.. ومتى يأتي  الشتاء.. ومتى يمر الخوف.. ومتى تورق الكروم.. وأريد أن تمر الأشهر الثلاث.. والأسابيع الخمس.. كأن الزمن الفاصل بين اللحظة ونقطة الانتظار لا قيمة له.. ويمضي العمر كأنه قفزات بين نقاط متباعدة لا صلة لها ببعض.. وجوه نلتقيها وننساها وقلوب ندوسها فلا نشعر أو تدوسنا فنهمل أنفسنا.. أيدي تمتد لنا وصور جديدة ترسم.. أصوات تنادي وأخرى تكتم.. جدران تبنى جدران تنهار.. ونحن فيما يشبه الغيبوبة عن الحياة لا لشيء فقط.. لمجرد أننا نترقب.. 
ولم أكتشف قيمة تلك الفواصل الزمنية إلّا حين أصبح العمر معدود الأيام أو بالأحرى بات الموت هو الزائر المرتقب.. أو لنقل بات للعمر معنى.. وبقدر ما أشعر بقيمة تلك الفواصل الآن بقدر ما أريد أن أعيشها وأملأها أفعالاً مختلفة من كل ما كنت أحب فعله أو يجب فعله وأأجله لأن وقته لم يحن أو لأني لم أملك الوقت أوليس لي رغبة.. بقدر كل ذلك لم أعد أقدر..
حدث يوماً.. أني التقيت امرأة أعرفها.. لن أحدد هويتها.. أخبرتني أنها مريضة.. وحدثتني عن حالها.. ومرت الأيام ونسيتها تماماً.. حتى  عادت مرة أخرى كانت متهالكة.. أذكر أني كنت مشغولة في عملي ببعض التوافه.. وكان بالي مشغولاً بموعد ليومين تاليين ليومي ذاك.. رأيتها. كنت سأتجه نحوها ثم قلت بعد الدوام أكيد سألتقيها وأرى إن احتاجت أمراً.. وانتهى الدوام ونسيتها لأنها كانت قد انصرفت قبله.. ونسيت أني لم ألتقيها.. ولم أتذكر ذلك إلّا حين وصل خبر وفاتها..  أذكر أني تسمرت في مكاني.. لم يعد حتى للذكرى معنى..
وليس الأمر فقط لأنه مرتبط بالموت.. تشاجرت مرة مع صديقة لأمور تحدث بين الأصدقاء..  المهم أني قررت عدم الاتصال بها أو حتى لقاءها قلت فلتفعل ما تريد.. ولتحل مشاكلها بنفسها حين تتعقد الأمور من حولها كما عودتني وانقطع التواصل من جهتيْنا.. في تلك الفترة كنت أنتظر أن تلبي الإدارة طلبي بأن أُحصِّل أيام العطل التي عملت بها وجمعتها في حوالي خمسة عشر يوماً لأقوم بجولة لبعض الأماكن.. ولأني كنت أريد الحصول على كمبيوتر جديد وملابس جديدة أيضاً يعني كنت أسعى لبعض التجديد المغري لأي امرأة.. 
 وفعلاً مرت الأيام فارغة إلّا من تشوقي وانتظاري وبالي خالي من أي أمر أردد متى يصل الموعد.. ووصل الموعد وحصلت على العطلة وخرجت واشتريت وعادت الأيام لرتابتها.. ولكن حدث أن التقيت بصديقتي صدفة وقد كانت حزينة.. بعد أن مرت بظروف صعبة جداً..
 كلنا كان يقفز بين النقاط نحو الأمام ماضٍ بالعمر بالفراغ ونحو الفراغ.. تموت الانسانية فينا بشكل مخيف ونتحول إلى آلات مبرمجة.. ولا نستعيدها إلّا حين نصطدم بالموت.. لماذا؟؟ 
أغلب الظن لأننا غالباً ننساه.. وفي وعينا لا تعشش سوى الأبدية.. كأن هذا العمر بلا نهاية..
من مذكات امرأة لم تعرف كيف تعيش..  

الثلاثاء، 6 يناير 2015

خلف وجهي.. أنا

جرحي ينزف تحت وطأة الغياب..
ماذا أطعمة ليخرس إلى الأبد..
أأطعمه قلبي وأحيا دونه.. 
أأضمده بكبدي وأقتل الحنين في روحي
أتراني أرد مصب شراييني إليه وأريح نبضي..
مازلت أحن.. 
كلما قصقصت أطراف الحكاية نَمَتْ من جديد 
النسيان نعمة.. لمن يتقنه..
كفاني اليوم أني أخفي وجهاً خلف وجهي.. 
تبتسم شفاهك وقلبك يبكي..
دافئة يدك وعضامك ترتعش..
حي جسدك وروحك تحتضر..
هل يبقى للحياة معنىً؟