سبق وتعرضت لحادث سير.. ودخلت بعدها في حالة من اليأس لأسباب ما كان ليفهمها أحد.. ثم أخذ القنوط عندي مجرى آخر وهو أن تحول إلى فوبيا الشوارع.. وبات الخروج من المنزل يشبه الكابوس بل بات فعلا كابوسي القاتل أني أسير في شارع والسيارات لا تجد لها طريقاً سوى نحوي وأنا أصرخ في الحلم والواقع معاً والكل من حولي يحاول إيقاظي لكن... عبثاً.
لك أن تتصور حالتي وأنا عاجزة حتى عن الذهاب إلى الطبيب المعالج.. كنت أمضي وقتي جالسة عند النافذة لا أفعل شيئاً سوى أني أراقب حركة الحشائش والأشجار والقطط وكائنات كثيرة أخرى لم أكن أعلم بجودها أصلاً.. لا أعلم حال الناس ولا أحد يعلم حالي.. لم أكن أميز من الدنيا سوى الليل والنهار.. حتى الأكل كنت أنتناوله في القليل النادر كنوع من التقوت وبرجاء من أمي.. مضى على وضعي ذاك شهران كاملان بعد مغادرتي المشفى.. شهران دون أدنى تغيير في مسار حياتي.. كان والداي يحاولان باستمرار اخرجي من المنزل ولكن حالة الهلع والهستيريا التي كان تصيبني بمجرد الاقتراب من الباب الخارجي وبعدها مباشرة الاغماء جعلتهما يستسلمان ويكتفيان بمراقبتي بمرارة.. كنت دوما مصدراً لقلقهما وعذابهما..
إلى أن جاء يوم أصبت بنوبة هستيرية مفاجئة دون أدنى مقدمات.. حسب ما قيل لي أني بدأت أشعر باختناق أولاً ثم اختفى أسود عيناي تماماً وانقلب اختناقي صراخاً شديداً ورعشة كأنها الموت نفسه ولكن طالت مدة انقضائه.. لحد الساعة لا أذكر ما أصابني يومها.. المهم نقلت إلى المستشفى تلقيت العلاجين الجسدي والنفسي.. وعدت من الموت للمرة الثانية بعد أن كان جسدي قد استنزف كل ما لديه من طاقة ومخزون وكاد دماغي أن يصاب بجفاف جراء النقص الحاد في كل ما يلزمه..
بعد أن أخذت أستعيد رشدي تدريجياً.. تذكرت كم مرة تمنيت فيها الموت وتساءلت بستمرار لماذا نجوت من حادث كذاك وتساءلت مجدداً حين تم انقاذي في آخر لحظة لماذا الموت يخطئني باستمرار..أيخطئنا الموت حقاً؟
اليوم أتمنى حقاً أن أعيش كل لحظة من حياتي.. أتمنى حقاً لو أن الموت يخطئ ضربته حين يلزم أن تطالني.. تكتسب النعمة قيمتها حين تشارف على الزوال.. أجل أنا أقاوم المرض بشراسة حين لم يعد لدي أمل.. واستسلمت تماماً حين كان بإمكاني المقاومة.. يقال أن الإنسان يحدس أجله ولأني أشعر به قريباً جداً.. أحب الحياة بكل مافيها.
من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش
لك أن تتصور حالتي وأنا عاجزة حتى عن الذهاب إلى الطبيب المعالج.. كنت أمضي وقتي جالسة عند النافذة لا أفعل شيئاً سوى أني أراقب حركة الحشائش والأشجار والقطط وكائنات كثيرة أخرى لم أكن أعلم بجودها أصلاً.. لا أعلم حال الناس ولا أحد يعلم حالي.. لم أكن أميز من الدنيا سوى الليل والنهار.. حتى الأكل كنت أنتناوله في القليل النادر كنوع من التقوت وبرجاء من أمي.. مضى على وضعي ذاك شهران كاملان بعد مغادرتي المشفى.. شهران دون أدنى تغيير في مسار حياتي.. كان والداي يحاولان باستمرار اخرجي من المنزل ولكن حالة الهلع والهستيريا التي كان تصيبني بمجرد الاقتراب من الباب الخارجي وبعدها مباشرة الاغماء جعلتهما يستسلمان ويكتفيان بمراقبتي بمرارة.. كنت دوما مصدراً لقلقهما وعذابهما..
إلى أن جاء يوم أصبت بنوبة هستيرية مفاجئة دون أدنى مقدمات.. حسب ما قيل لي أني بدأت أشعر باختناق أولاً ثم اختفى أسود عيناي تماماً وانقلب اختناقي صراخاً شديداً ورعشة كأنها الموت نفسه ولكن طالت مدة انقضائه.. لحد الساعة لا أذكر ما أصابني يومها.. المهم نقلت إلى المستشفى تلقيت العلاجين الجسدي والنفسي.. وعدت من الموت للمرة الثانية بعد أن كان جسدي قد استنزف كل ما لديه من طاقة ومخزون وكاد دماغي أن يصاب بجفاف جراء النقص الحاد في كل ما يلزمه..
بعد أن أخذت أستعيد رشدي تدريجياً.. تذكرت كم مرة تمنيت فيها الموت وتساءلت بستمرار لماذا نجوت من حادث كذاك وتساءلت مجدداً حين تم انقاذي في آخر لحظة لماذا الموت يخطئني باستمرار..أيخطئنا الموت حقاً؟
اليوم أتمنى حقاً أن أعيش كل لحظة من حياتي.. أتمنى حقاً لو أن الموت يخطئ ضربته حين يلزم أن تطالني.. تكتسب النعمة قيمتها حين تشارف على الزوال.. أجل أنا أقاوم المرض بشراسة حين لم يعد لدي أمل.. واستسلمت تماماً حين كان بإمكاني المقاومة.. يقال أن الإنسان يحدس أجله ولأني أشعر به قريباً جداً.. أحب الحياة بكل مافيها.
من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق