الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

من مذكرات امرأة ما.. نصوص مسروقة

الحب هو الحب الأول.. أم الوهم الأول؟
أعتقد أنه لا جدل.. لا وهم هنا.. فقد كنت شاهد عيان.
كنت أكره صحبة صديقاتي المتزوجات.. كنت صاحبة المقولة الشهيرة.. "حين تتزوجين لن أصبح صديقتك" ولكنهن لا يعتقنني فلا حديث لهن سوى عن الحفاظات والشكوى المستمرة من الروتين والتعب الذي لا ينتهي والشوق الشديد للنوم.. حديث كنت أمقته..
في قلب المدينة اصطحبتني هدى للتمشي قليلا لعلها تنسى بيتها ومشاكلها مع زوجها.. كنا نسير هي تشتكي وأنا لا أكف عن التذمر.. نفس القصص نفس الجمل نفس الحركات..
في لحظة ما فقدتها تماما.. توقفت عن الكلام.. تراخت خطاها.. أمسكتني من ذراعي بعد وقت قالت بنبرة مختلفة تماما.. "هو والله غير هو" كان هو بالمقابل قد توقف في الجهة الأخرى وقد أضاع صحبته.. على وجهه علامات لا تفسر سوى بالحب
ماذا أقول أحسدتها؟؟ أجل فعلت..
لم يكلما بعضهما.. مرا كغريبين.. وأنا في صمت رهيب أرقبهما.. أحدث نفسي.. مرت سنين كثيرة فأنا أعرفها منذ سبع سنوات ولا أعرفه.. كيف يحدث ذلك؟؟
قالت أنه أول رجل أحبته وقد كانا صغيرين على "الحب" فالحب يحب الاستمرار يحب أن يبنى.. وهما كانا في مرحلة لا أسس لها.. قالت "كنا صغيرين لندرك أننا لو التقينا بعد هذا الوقت سنتوقف في ذهول.. لنندم على ما فرطنا فيه"
سألت نفسي عن قصة الحب التي جمعتها بزوجها والتي لم يبق لها أثر بعد وقت لم يطل بعد الزواج..
أدركت أن الوهم.. هو ما بعد الحب الأول.. وأن من لا حب أول له.. لا قصة له مثلي تماماً.. حسدتها على ذكرياتها.. على كل كلمة وصفته بها على كل نظرة حزينة تائهة في معالم المدينة ترى ولا ترى..
بحثت عن الحب طويلاً.. كان يجدني ولا أجده.. أتراني عصي "القلب" لماذا لا أملك أن أعيش موقفاً كهذا؟؟ حسدتها طويلاً هي التي لم تبك ولم تفرح.. هي التي ضاعت وأضاعتني في ملامح لم أرها قبلاً.. 
كفراشة بلا ألوان أضاعت ألوانها في سنين من البحث والانتظار.. كل تلك الأعين.. كانت فارغة.
الحبيب الأول.. الذكرى الأولى.. الطريق الأول.. الكذبة الأولى.. الابتسامة الدمعة الضحكة.. حتى الفراق.. كلها مفقودة في مذكرات لامرأة لم تعرف كيف تعيش.. تقف على عتبات الموت وتعد آخر الأيام.. وهي تحلم.. بأولٍ لن يأتي. 
نصوص مسروقة.. من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش

الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

قلب مُشظّى

سنوات من الصمت والغياب.. وأنت أنت لم تتغير.. غاضب صامت.. فيما يشبه الضياع.
ترفض أن تلتفت أو أن تصغي.. ترفض الحديث بل وتعتبره جريمة بعد ذاك الكم الهائل من العتاب.. عتاب ولاه احتقان في المشاعر.
لتنقلب الآية.. أتساءل أانقلبت الآية؟؟
أتراك رميت الكتاب بعد أن مسحت سطوره؟؟ أمسحت سطور الكتاب حقاً؟؟
وتلك التي كانت تحوم حولك؟؟ أتراها هي؟؟ لم أعد أنا أعلم.. ولكن من هي؟؟
أبتُّ أنانية؟
أشعر أني أحمل سيفاً.. أنانية جداً أنا أريد تمزيقها.. وتمزيقك..
أقول فقط..
نحن لا نتغير بل الظروف هي التي تتغير.. ما حولنا يتغير.. وقلوبنا على حالها.. تحب وتشتاق كل يوم كأنه أول يوم..
كأنني مازلت أقف حيث كنّا أمس.. كأنني.. لم أبرح المكان ولا الماضي..
فــ سلام لقلب يجهل أن..  قلباً بعده يعيش مشظى. 
سلام لروح نسيت روحاً تئن بصمت..
لعل الصمت ينهار يوماً.. ويعلو صوت سلام لم يصلك بعد.

الاثنين، 1 مايو 2017

من مذكرات امرأة ما.. نصوص مسروقة

صرخت به أمام الجميع.."لم تعد تحبني.. أنت ما عدت تحبني.." في حديقتها الصغيرة المحاطة بسياج مكشوف..
خفض رأسه احمر غيظاً وخجلاً ونفوراً..
نعيمة امرأة ثلاثينية أم لخمسة أطفال أكبرهم مراهق وأصغرهم يحبو، شمطاء سليطة اللسان لا تحترم أحداً لا تملك من الحنان مقدار نقطة على سطر مهمل في كتاب لا نفع منه.. جاهلة بأتم ما تحمتل الكلمة من معنى.. كنت كلما سمعتها تصرخ وتشتم أتساءل عن طينتها عن تركيبتها.. عن سبب تحمل زوجها لها.. كان أكبر همها إغاضة من حولها بفعل كل ما يزعجهم ويفسد عيشهم.. كل ما يعكر صفو ما حولها حتى أبناءها لم يسلموا من شرها..
كان الوقت عصراً حين مررت بالقرب من بيتها عائدة من العمل.. سمعتها كما فعل الجميع خصوصاً وأنه الصيف بنهاره الطويل، اندهشت توقفت عن السير، استدرت نحوها وأخذت أنظر مباشرة إليها، وتساءلت أتعرف مثل نعيمة الحب ومعناه؟ لماذا تتهم زوجها وهو ابن عمها بتوقفه عن حبها؟ هل كان بينهما يوما قصّة حب؟؟ والحقيقة أني لم أكن انظر إليها ولا ما حولي بل كنت غارقة في تلك التساؤلات التي لا تنتهي حول الحب.. ولم أفق إلّا بعد أن تحول سيل الكلام الجارح نحوي، أشرت إليها بيدي أنها مجنونة وانصرفت، لكني.. بقيت أفكر فيها، أهي الأنثى داخل كل امرأة مهما كان معدنها، أتبحث المرأة عن الحب وتطلبه حتى وهي تبدو خالية من أي أنوثة، لقد كانت صادقة حين قالت الجملة لأن عيناها اغرورقتا ونبرة صوتها تغيرت، لعل نعيمة طيبة أصلاً وفقدانها للحب غيرها؟؟ أو ربما قلبها يتأرجح بين الكفتين؟؟ لو أنها أحبته لماذا تصر على إيذائه؟؟ أو لعلها تحب بطريقتها الشنيعة؟؟ قيل أنه تزوجها مرغم ولكنها رواية ضعيفة.. أربما لهذا تحول حبها لكره؟؟ ولكنها تطالبه بأمر كان موجود ثم انتهي؟؟ 
حين سألت أمي كيف تزوجت ابن عمها أخبرتني أنه حارب أهله وأهلها من أجل أن يتزوجها، وأن الجميع اعترض على زواجه بها ولكنه فعل المستحيل من أجلها، وأنها حين انقطت بهما السبل حاولت الانتحار فكانت نقطة الفصل في القصة.
في تلك الصائفة كدت أفقد إيماني بكل المشاعر.. فعلا لا شيء مطلق.. كيف يتحول الحب إلى تعاسة؟ لعل نعيمة جنت ولم يكتشف ذلك أحد والجميع يفسر جنونها بـ "قباحة" وحب تسلط وما إلى ذلك.. أم هو الزواج فقط من يقتل الحب ويجره نحو هاوية التعاسة؟؟
قررت حينها أني لن أحب وإن حدث وأحببت فإني لن أتزوج من أحب.. ليبقى أجمل ذكرى وأجمل ما عشته كنوع من العزاء في حياة كل شيء فيها متغير.. متغير نحو الأسوأ. 
تمنيت بعد هذا الوقت وفي هذا الوضع.. وعلى عتبة الموت لو أني نعيمة.. حتى وهي شمطاء أو مجنونة.. في مرحلة ما كانت أنثى في مرحلة ما أحبت.. لو أني طلبت منها أن تحكي عن بدايتها ربما.. لأدهشتني.. 
كان الحب حلمي وأصبح اليوم حلم موؤود.. أمام الموت تزول الأمنيات.. أمنيات قد تجرح من نحب.
نصوص مسروقة.. من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش..

أذكرك.. دائماً

القلب المجروح.. لا يشفى
القلب المشتاق.. لا يتوب..
القلب الميت.. لن يحيى من جديد..
والحنين.. شيطان الحب الصارخ في وجه عاشق يلبس ربطة عنق الكرامة تخنه ولا ينزعها.
قلبك المجروح عميقاً يوجعني بشدة.. تعبت يدي من مرهم يمسد على صدري طويلاً بلا طائل.. قديم فيَّ الحزن قدم مدينتك العريقة.. فأي دواء لداء مستعصي..
قلبي المشتاق.. غاضب يقف على حد جسر يود أن يهوي ولا يفعل.. معلق بين ضياعين.. كلاهما لا يرحم.. لحاقك ضياع والهروب منك ضياع.. جحيم لعاصٍ لن يتوب عن عصيانه.
ميت قلبي مذ ذاك الزمن.. لا دفئ فيه ولا شمس.. ولا أمل. فأي مصل يجدي قلباً ضيع روحه وغدا بلا مستقر..
ولأنك الروح.. ولأنك المستقر.. ولأنك الوطن.. 
ولأنك ضياعي.. فإني الساكن عمق الحزن.. يضيء ببقايا شمعة لوحة رسمت عليها صورة تكاد تشبه وجهك.. لتكون واقعاً نصفه حقيقة ونصفه الآخر كذب.. حين يخنقني الشوق.. أخرجها وأدعي أني كدت أنسى.. وأقول في شيء من التمثيل.. ضيعت نصف الملامح.. وأنت الذي لا يضيع مني منه وعنه ذرة ذكرى.

السبت، 25 مارس 2017

عن محاولة أخيرة.. أحدثك

أسير إلى الخلف باحثة عن طريق مختصر نحو البداية القديمة جداً.. كلما مرّ الزمن يصبح القديم أجمل.
حين اجتمعنا وحين ابتسمنا  وحين رفعنا مسدسات الغضب في وجيهينا.. حين انهارت قوائم عالمنا الواهي.. الهش.
ونحن ننظر بأعين متعبة لم نبك.. ولكن استسلمنا فقط.. واختار كلّ واحد منّا طريقاً مختلف.. 
عالمي اليوم من اسمنت.. لا نور ولا ألوان.. رمادي مقيت، رغم أنّ عالنا سوياًّ لم يكن قُزحي الألوان، كان عاديّاً فيه كل الحالات، ولكنّني أحببته وتمنيته واقعاً ملموساً بكل مرّه وحلوه.
لو تعلم.. كيف مات قلبي وفقدت الشعور بأشياء كثيرة.. أشياء لا يذكرني بها سوى وجهك العابر للحاضر في كل تلك الذكريات العالقة هنا وهناك.
لعلي أزورك يوماً في مدينتك العتيقة أقف أمامك أنظر في عينيك.. أسألك أيَّ أمر.. ساعة.. طريق.. مكان.. ولن تعرفني لأن وجهي وصوتي وحتى روحي وكل ما ألفته بي.. قد تغير.
أبحث عن قطرة تبعث في نفسي بعض حياة.. تردّ إلى بعض نفسي القديمة.. كمحاولة أخيرة.. فأنا أحتضر وقد طال بي الألم.. ألم الاحتضار.

الثلاثاء، 3 يناير 2017

ما دمتم فيه فهو أجمل.. 2017

كأي من تلك السنين التي مضت.. مازلنا على حالنا سوى ذلك العمر الذي تقدم.. بأفراحه وأحزانه..
عام جديد.. ورصيف يغطيه الضباب..لست أدري.. ولكن يبقى الأمل هو الترياق الوحيد ضد سموم التعب التي تغزونا شهراً فشهر.. إلى أن ينادي منادي الزمن رقم إثنى عشر يحتضر.. ويحتضر به عام آخر.. 
يهلل الجميع.. نحدث أنفسنا: يا رب عام خير يا رب..
للجميع أتمنى حصاد الخير مما مضى.. وزرع الخير لم هو آت..
غداً أجمل.. ما دمنا فيه.. نحظى بفرصة لصنع المزيد.. ولتصحيح أخطائنا.. وأيضاً لارتكاب المزيد..
 كل عام عام وأنتم بخير..