الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

من القلب.. أمنيات سعيدة (2015)

على الأبواب الآن عام جديد يطرق والآخر يستعد للرحيل يحزم الحقائب بحزم القرار الأخير.. هل نترجاه البقاء.. طبعاً لن نفعل نحن نبحث عن الجديد.. ونعد أعمارنا ونحن نفكر.. ماذا قدمت لنفسي ولمن حولي.. وهل أنا مستعد لأستمر على الأقل..
مع حلول كل عام أبتسم بصدق.. أتأمل الفرح والخير.. وأبحث في الوجوه عن شرارة الأمل..
لكل الذين مرّوا بحياتي ومررت بحياتهم.. لكل من يمر من هنا أو هناك.. حتى وأنا لا أعرفه
إلى أولئك الذين لن أنساهم أبداً ومازالوا في القلب كنخلة شامخة أبدية الوجود.. 
إلى من يعتبرني أذيته.. أعتذر وأأكد أني لم أقصد..
إلى من زرعت الضحكة يوماً على وجوههم.. 
من القلب أتمنى لكم الفرح والخير والطمأنينة.. والنجاح أكيد.. أتمنى لكم الصحة والعافية والعمر الطويل..
للكل باقات ياسمين بليدي ندي.. 
نحن لا نفترق إلّا لنلتقي.. ولا نلتقي بغير سبب.. 
سنة جديدة سعيدة يا رب..
 

من مذكرات امرأة ما.. نصوص مسروقة

أن تشرق الشمس دائماً لا يعني أن اليوم أجمل.. ولكن تعني فرصة جديدة.. تساءلت باستمرار فرصة لماذا؟؟
لم يكن لي حبيب أبداً.. لم يسبق أن تعلقت بأحد أو ارتبطت ولو من باب ملئ الفراغ.. كنت دوماً وفية للحب.. مؤمنة أني لن أحب سوى رجل واحد رجل أكمل ما بقي لي من عمر معه.. خبأت الحب والقلب في ركن أمين اعتقدت دائماً أنه بعيد عن التلوث المنتشر في الجو العام للمجتمع.. رفضت كل انواع العلاقات العابرة وكل محاولة تقرب.. آمنت دوماً أن الحب الحقيقي الذي أنتظر مهما رفضته سيفرض نفسه ويقاوم كل صد من طرفي.. إلهي.. حتى المبادئ تفقد معناها حين تصطدم بالموت.. لعلي بعندي قتلت أجمل القصص بل أجهضتها.. قتلتها قبل أن ترى النور.. 
كانت أجمل قصة مرت بي تلك التي تمنيت حقاً أن أتمها ولكنها لم تدم سوى يوم واحد أو بالأحرى بعض يوم.. كان الزمان شتاءً.. ولكنه مناسب جدا لتخرج وتمشي فحسب، جلست تحت شجرة التوت في الساحة العامة.. جلست حيث لا يفترض بي أن أفعل لأن المكان كان عامراً بالمقاهي التي لا يرتادها سوى الرجال.. واحدة خلفي وأخرى على يساري وثالثة في الجهة المقابلة.. 
أما هو فكان يحمل كوب القهوة.. طلب الاذن للجلوس فأشرت بالموافقة.. كان وسيماً له ابتسامة مميزة جداً.. كانت له لحية خفيفة وشعر طويل بعض الشيء يظهر من تحت القبعة يغطي بعض رقبته.. لم أتصور أنه يتجاوز الخامسة والثلاثين.. كان أول ما قاله تعليق، أشار أني أجلس في المكان منذ مدة طويلة وتساءل إن كنت لم أتعب..
نظرت إليه بادئ الأمر باستغراب اعتبرته تدخل تطاول جرأة لا أعلم تحديداً.. ولكنها خطوة آخر الأمر أعجبتني.. سألته بسخرية إن كان يستطيع أخذي مشواراً لكن شرط أن يكون خاصاً.. وافق فوراً لكني تراجعت في حينها.. وبقينا مكاننا نتحدث عن مختلف الأمور عن سنوات تدريسه بالجامعة.. وعن الوطن والاقتصاد والأدب والفرح والحزن وعن الآباء والتربية وعن.. الحب.
لكننا لم نتحدث عني.. كنت أغلق الموضوع دائماً أو أتجنبه.. فيبتسم مباشرة دون أن يخفي ذلك.. وأيضاً دون أن يصر أو يعترض.. 
آخر الجلسة وقفت واستودعته.. بقي صامتاً لبعض الوقت وأنا أنظر إليه.. وافترقنا.
سرت في طريق العودة وأنا أتساءل هل تحدث الأمور لمجرد أنها تحدث.. وهل يمر الأشخاص في حياتنا لمجرد المرور فحسب.. وإلى يومي هذا لم ألتقه مرة أخرى.. بقيت فقط محتفظة بابتسامته الجميلة..
بقدر ما تفقد الأشياء معانيها بقدر ما تصبح ملحة تثير في النفس التساؤل.. وأتساءل مجدداً هل سألتقي الحب قبل أن ألتقي الموت؟؟ 
يتبع.. من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش..

الأحد، 28 ديسمبر 2014

من مذكرات امرأة ما..

مضى وقت طويل منذ آخر يوم نزلت فيه في محطة القطار.. منذ آخر زيارة لي للعاصمة.. منذ أشهر لم تعد صحتي تسمح بغير التنقل بالسيارة أو نزهات قصيرة تتخللها فترات راحة طويلة.. يقال في شارعنا: "الصحة عدوة مولاها" لا عدو لك سوى صحتك.. 
قبل بضعة أشهر قال الطبيب أن أي إجهاد أو تعب سيسبب لي مضاعفات قد تؤدي إلى موتي.. ما معنى أن يهددك الموت في كل لحظة.. أسوأ ما في الأمر.. أو بالأحرى أكثره ألما أن تنظر في عيني أمك.. لن ترى فيها سوى الظلام تقول بغير صوت "لو أن الصحة تعطى لأعطيتك كل عمري" آه أمي ماذا نفعل بأقدارنا لو أنه قُدّر أن يكون عمرك أطول من عمري وأنت التي تقولين دائماً ننجب أبناءنا ليدفنوننا لا لندفنهم.. لم أنجب لأعرف ما معنى أن يكون لك ولد.. لم أستطع جعلك ابنتي لم أستطع أن أشعر إلّا أن تكوني أمي وأنا ابنتك أحتمي تحتك أتمرغ في حنانك أعتمد عليك في كل شيء حتى قبل أن أصاب بهذا الداء.. لم أستطع أن أشعر اتجاهك كما أشعر بأبي.. أبي إبني الذي أنجبني.. شعرت بالأبوة دائماً وأنا أنظر إليه وأرقب حركاته وأتلصص عليه لألا ينقصه شيء أو يطلب شيء ما.. هو أبي وابني وأنت أمي وفقط.. 
نزلت في محطة القطار تلف ذراعي صديقتي والهاتف لا يكف عن الرنين  كل عشر دقائق إما هاتفي او هاتفها إما أمي أو أبي.. كنت أبتسم لها باستمرار كنوع من الاعتذار.. لم يكن هناك مجال لنغلق الهاتف ولا لنسكته ولا لنتجاهله.. حتى تشجعت وترجيتهما أن يطمئنا ولو لساعة كاملة.. 
سرنا لبعض الوقت في صمت كنت أتأمل الحياة كيف تمضي وكيف أن العاصمة ثابتة لا تغير من نفسها ولا من أناسها.. ثم استدركت بل الناس يتغيرون أكيد.. سأرحل أعلم ولكن دون أبسط بصمة.. دون حتى مجرد ولد ولو عاق.. لم أشعر بجدوى الأمومة يوماً إلّا حين تأكد موتي.. سينساني الجميع ما عدا جرح في قلب والديَّ ودمع أعلم أنه لن يجف.. اعتذرت كثيراً لأمي لأني تسببت لها في كل ذلك الألم.. وتذكرت محمود درويش حين قال.. "وأعشَقُ عمرِي لأني إذا مُتُّ، أخجل من دمع أُمي" آه أيها الشاعر كيف لك أن تترجم وجعي وكيف لك أن تعرف أني يوماً سأموت قبلها.. لعلها تسامحني يوماً كما فعلت دائماً..
هزتني صديقتي وأخرجتني من شرودي تساءلَتْ في أي بحر كنت لحظتها.. قلت ببساطة لا بحر لي سوى الموت فقدت كل الأشياء معانيها.. كنت بحاجة لأن أبتسم ولو بسخرية فقلت أن شئياً واحداً يحز في نفسي ويقض مضجعي هذه الأيام.. يزعجني بصدق أني سأموت قبل أن أحفظ شوارع العاصمة وتسمياتها.. انفجرت ضاحكة تردد أنه حقاً لمحزن.. وسألتني بشيء من الجدية عن ثقب الأزون وعن فيروس أيبولا وعن القضية الفلسطينية.. وإن كان حقاً لا يحزنني أن أموت قبل الرئيس.. حينها فقط ضحكت بعمق ولم أجد سوى العبارة الشهير "للكعبة رب يحميها" يكفيني الطريق إلى شارع الأمير.. 
أن تسير والموت في خطين متوازيين يمكن لهما أن يتقاطعا في أي لحظة لا يعني أنك ستحزن ولكن سيصمت كل شيء فيك ويكتفي بالتأمل.. حتى الموت نفسه لن تنتظره.. ستشعر بأنك تريد أن تشبع روحك من كل تلك الأمورالتي كنت تحبها.. ستشعر بجمال الحياة وعدم جدواها.. تناقض غير مؤذٍ وجميل.
يتبع...
من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش

الخميس، 25 ديسمبر 2014

حماقة الحب وحقده

سوداء عيني رغماً عن زرقتها
تراك بقحد الحب أحمقاً لا يرتوي
يكاد سمي يذيب كؤوسك عطشاً
وقلبك يضج لهفة صبي ولا تكتفي
يلين الحقد في مهجتي حيناً فأغبه
ويح حمقك متدفق لا يزول ولا ينتهي
منيتي أن تخرج السيف من غمده
فتضرب بروح الحب لينك وحقدي
فنكتب على وجه السماء بعض معلقة
كنا يوماً أحمقين في الهوى والمحبةِ
...........
لأني أحب كثيراً أن أبتسم حين لا يليق الابتسام كمد وجزر.ز فابتسم بدورك



لحظة ضعف.. لن أنساها

أن يكون الانتظار على "مجهول" كأن تضع يدك في نار تعتقد أنها ستبرد..
كان يوماً شاقاً.. جلست على ذلك الكرسي الحديدي البارد وأنا أرقب سماءً غائمة.. كنت أحدث نفسي.. "لا تقلقي ستشرق" 
لم أكن أعلم صدقاً آخر ذاك الانتظار والبرد معاً.. كانت تثلج في أعماقي وكانت أعماقي تقف وسط الفراغ بغير معطف ولا مطارية.. 
امتلأت عيناي بالدموع مراراً ولكنها لم تنزل.. جففتها مرة واثنتان وثلاث و.. بغير حساب.. كنت كلما فكرت أني قد أعود أدراجي أقف على شفا الانهيار وأزداد تيبساً وتهطل الثلوج بقوة حد أني شعرت باختناق قاتل..
لم أكن على استعداد لادعاء القوة ولا تمثيل دور المرأة الحديدية.. لست كذلك.. لطالما كنت امرأة الورد.. لا أحتمل برداً ولا حر.. 
وكنتَ قربي.. لم أشعر بك.. حقاً لم أفعل.. كان مناك أن نعود سوية لتشرق الشمس حيث أنت تريد.. لم أشعر بدفئ ذراعيك لأني غرقت في حالة من الحقد وأنت تكاد تنتصر تردد "فعلت كلما بوسعي.. لكنه الشتاء عزيزتي" 
أعماقي امتلأت عن آخرها بالثلج تضج بجمل لا يربطها سياق ولا معنى ولا حروف.. لكنها اتفقت جميعاً على: "تباً لك وللفرح في داخلك" وعجزت أن أسكت الخوف داخلي بالقول أن "سمائي ستشرق" لأن انتظارنا كان حقاً مبنياً على مجهول.. كان حزني كبيراً وضعفي أكبر.. وأنت سعيد بأن تأخذ ذراعي وتمسح دمعي تقودني حيث البداية..
كانت لحظات ضعف شديد اعترتني.. ولكني انتصرت وتركتك هناك مقطب الحاجبين وأنا أبتسم بصدق.. قلت آخر جملة لك "اعتني بنفسك.." أعلم أنك ستفعل ولكن قلت ذلك لأزيد غيظك لا أكثر.. شريرة وليس لك مفر.. تشرق شمسي دائماً حتى والمجهول صفة لكل شيء .

الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

اغتراب.. وأمل

سنين من الغربة.. من قال أن الغربة غربة الوطن فحسب؟؟
الأكيد أني على موعد.. سنلتقي ولو في أرض من خيال
كنت يوماً وطناً لقلوب لا تنام من وجع الرحيل.. وكنت يوماً وطناً لقلوب لا تسأم البحث عن الأمان.. وكنت يوماً آخر المطاف لقلوب تائهة عن كل ما يبعث الحياة.. أن تقلب حياة البشر رأساً على عقب أمر يثير في النفس شعور لا اسم له ولكنه غريب.. لا أنكر ندمي على أول موعد وأردد دائماً: "لو أنني كنت أقوى.. لو أنني أغلقت الباب بقوة ورميت المفتاح في قلب محيط من  نار"
 لو أنني لم أكتب تلك الرسائل ولم أحدد مواعيداً ولم أجددها.. لو ولو أنني.. لم أدخل يوماً حياة أحد..
من منبر مليء بالحب والشوق والذكرى الجميلة والقاتلة معاً.. لا أنادي ولكني أحمل لافتة ضخمة كتب عليها ما لم أقله يوماً لتلك القلوب العامرة بالحب والتائقة للأمل.. أنا امرأة تكذب لا أنكر.. ولكن صدقي يفوق كذبي.. لأن الحب عندي نهر صاف لا يقبل التعكير.. 
يا زهرة شُدَّت بتلاتها بعنف الرحيل..
يأكل الحزن فيها خضرة استماتت لتحيا..
يا زهرة الربيع الذي يتقد فصولاً ستين..
ستون فصلاً وأنتَ.. حلم
وأنتَ... وطن
وأنتَ.. عمري الذي لم أعش منه سوى 
عمر فراشة..
بي حنين ووجع.. 
أكاد أنهي آخر سطور الصبر.. 
أردد.. يا وطني..
 متى تنتهي سنين الاغتراب؟