الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

أسطورة من فخار..

واكتسى الكون وأشياؤه الصغيرة والكبيرة صمتاً رهيباً.. وكنت الحضور الغياب في ليلة الرحيل من زمن إلى زمن.. سنطوي أحزاننا يا أنت وسنرفع كأس الوهم بأمل يولد قريباً.. سنصفق لفرح غبي نقيم هذا الصمت على شرف انبعاثه ونشرب نخبه غير المسكر.. كأنّي بك وبي نرقص بغير لحن.. ونغني ذكرى الحلم كأغنية قديمة.. ونتمايل بكل أمل.. 
 إلى متى نصدق صدقنا إلى متى نستمر على كذبة تدعى المحاولة.. 
بالقرب أصنع جراراً من فخار الحب.. بالقرب ألفحها بقيضي المستعر.. وأنا ألف وشاح الشوق حولك وأطوق عنقك بذراعيِّ التوق.. وأضمُّ خديْك بين دفء كفيِّ اللَّوعة لأقطر من قلبك عسلاً سائغاً.. علّنا نكون القصة التي صنعت من الفخار أسطورة مملوءة بعسل النبوءة الصادقة..  

الأحد، 22 ديسمبر 2013

لأنـّـ...نــا


لأنّنا  لسنا ككل الحكايا
ولأنّ البرد ينهش دفئ الحنايا
لأنّ الدروب افتراق رغم اللّقاء
والمسافة جرح يحب البقاء 
.
لأنّي ما زلت ابتسم بقلب حزين 
ولأنّ دمعي.. كان دوماً سجين..
.
لأنّي.. كنت يوما رحيل.. 
وكنت بفقدي قلباً عليل..
.
لأنّا عشقنا طرق المحال..
وقتلنا الجواب بخنق السؤال
.
لأنّنا حاولنا..
سجّل على هامش "لأن" 
 أنتصر المحال وضاع كلانا













"آمال بوضياف"






السبت، 21 ديسمبر 2013

قليلة أدب



وتمسك عني ابتسامتك؟؟ وتفعل؟؟
.
.
 لا حلّ..
سأغزوك إذا.. فأنا
 أحصل ضرائبي كقطاع الطرق..
سأعذب فيك الشفاه التي صامت
.. و..
ألهو بخبث بتلك المسافة..
بين انفاسك.. 
وشري المختزل
 في.. نظرة جداً قريبة..
ستتقد بحارك.. بأفظع المشاعر
حين أفرّ منك..
 بأنفاسك والمسافة.. 
ماذا ستفعل؟؟
دع عنك عقابي فقد..
كنت دوما 
.
.
 قليلة أدب
 

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

ديسمبر.. زمن وفيّ



مواعيدي ضاعت مع الشتاء وأمطار ديسمبر الذي يركض كمجنون.. يريد أن يفي بوعد كل عام..
 لابد وأن يفعل..
عام جديد يا ديسمبر..؟
 عام جديد وأنت أنت كما كل عمر.. وفيٌّ حاقد لا تعد إلّا بالحزن.. لا يثقلك تراكم أحزاننا على كاهل وجودنا فيك حيارى..
 تجدد نفسك كالنهر المندفع بأقدارنا نحو هرم الحلم وشيخوخة الأمل.. 
تباً لك كم أمقتك رغم كم الذكريات الجميلة التي تضم.. غريب كيف تحمل العنوانين معاً.. قوي منذ العصور الغابرة حين كنت بغير هذا الاسم.. بارد رغم كل الدفئ الذي يغمر قلوبنا وأحلامنا التي تجبرها مع كل مراجعة لما اقترفنا.. على السكون..
 ديسمبر على حاله مثلها تماماً.. يذويان ويتجددان هو بقوة وهي بكثير من الأمل بين الضعف والضعف..
 لا يتغير سوى بريق أعيننا وحجم الصمت فينا الذي يتسع ويتسع... ويتسع

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

مجوسية


على جسر  ممتد إلى فراغ.. أمد عليه الخطى كاحتضار رغم تمجُّسي.. أردد السؤال أحمقاً: "من تكون؟؟" 
على عنقي عقد ياسمين من وهم.. حب يرقد في تابوت من عاج.. أسمع خطاي تزول.. وأرتشف عطراً شفاف.. وحده أملي يتدفق كشلال.. يقفز كطفل.. يتعالى كنار.. وحده الغد الذي يلفك كشرنقة.. يبقيني على قيد الخطو.. والاشتعال
تزول خطاي عند كل منعرج.. يتغير الجسر كزلزال.. وتنمحي ذاكرة لا تعرفك.. ويشتعل السؤال حامياً: "بربك.. من أكون؟؟"
تعود الخطى كما بعد كل زلزال باردة فتلتهب بجمر سمائي.. فأنا لا أحب عبدةً لأي شيء..قد تغريني ديانة تصليني فيك وتتخذك معبداً أخيراً لكل تساؤلاتي.. لكن.. كل المعابد كانت فارغة.. وكل الديانات التي مرت بي لا إله لها سوى التشظّي..
 وأنا.. في قمة تشظيَّ أبحث عن مأمن بلا خدوش ولا تشققات.. أريد معبداً من نار..
أكاد أقتلك حين تدّعي الحضور.. فلا أجد سوى مسخ لا يشبهني وظل غير ظليل.. فـــ أعلق المسخ من عرقوبه وألف الظل في ورق الهدايا وألعنك سخطاً وحباً فيما يشبه الجنون.. 
رجاء أخير فقط.. إياك أن تحضُر حين أسلم المعبد لمجوسي لا يجيد إيقاد النار..

الجمعة، 15 نوفمبر 2013

نهاية سعيدة

فردتُ أجنحة النّداء محلقةً..
وأقرُّ من علّوي هذا أنّ..
حقول سمعك كانت أضيق من أن تحتويها..
أرحل مرة أولى وأخيرة..
فقد ابتسمت لك كماضٍ..
 "كنتَ وكنتُ".. وانتهينا
.
.
فما أجمل النّهايات السعيدة


الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

لن يغتالني.. سوى الظلال




بين الضفاف وعلى وجه من ماء
أطفو كوجه شمس يرتعد.. بكبرياء
أنا المرتكزة على ارتكازه على غير بر..
من حيث أنا.. أعانق السماء في عناقها لوجهه..
ومن حيث هو.. يلامس في ظلمته نور وجهي..
بين الضفاف وعلى ارتعاد وجهه.. أحيا
.
.
إلى أن تغتالني الظلال..
 

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

ويخشاني..


ويخشاني..
 هو المعلق في غرف الصمت كثريّا لا تنير سوى دروب الوهم
 التائه في عتمة ليله.. كوطن بغير خريطة..
يمسك.. من حيث يفلت الحبل الستائر.. فتنكشف الخشبة.. عارية إلّا من خوفه
....................
عادة لا أأذي أحداً 

الجمعة، 25 أكتوبر 2013

مشهد.. احتراقي


حين ارتقيت السلالم.. وأنا أختنق بالدخان المنبعث منها.. جبال الشريعة.. كنت أشعر بتلاشٍ غريب.. كنت في لحظات متفاوتة جزءاً منها هي الملتهبة بغير موسم.. وحين ارتمى بصري نحوها اعترتني رعشة امتزج فيها خوفي ووحشتي وتوحدي بألسنة اللهب المتسارعة نحو الأعلى.. اغرورقت عيناي اشحت عنها.. دون شعور قلت: "يالي من مسكينة" 
لطالما شعرت أني توأمتها.. في صبرها في شموحها في تعاليها.. حبها للبليدة.. مدللة سيدي الكبير وصغيرته التي لا تكبر.. 
كنت أشاهد اللهب وهو يأكل الهواء بنهم يأكل الأشجار.. الأرز والصنوبر.. رائحة الصنوبر المحترق ما تزال عالقة في أنفي تتسرب إلى الذاكرة وتعود بي إلى بدايات الربيع وأيام الشتاء المغشوش بحرارته المفتعلة.. حين تبلل الأمطار أشجار الصنوبر وتسمح السحب للشمس الوصول لأوراقها المتشعب منها والممشوط.. يتعبق الجو بذلك العطر الفريد فيجعلك تشهق بعمق.. ثم تسترخي وأنت تبتسم لما لا تعلم..
 كان عطر الصنوبر المحترق مختلف عن عطره المبلل.. كان كجرح غائر في ذاكرتي وكياني.. غائر حد الوصول إليك في اطمئنانك وصمتك.. حزني اليوم نبع منها إليك.. أنا الموجوعة بكما.. المفجوعة في احتراقها.. المحترقة بغيابك..
كنتُ اليوم هي وقلبي ذلك الجزء المحترق.. 
 كنتَ أنت اللّهب والعطر معاً.. 
بل كنتَ المشهد كاملاً لاحتراقي المتكرر..

السبت، 19 أكتوبر 2013

قمم عطشى.. لعصياني

أريد غابة ألبسها.. فالطوق الأزرق على عريه يخنقني
ولن أرضى بغير الجبال مرقصاً..
 فخصري الممرد كغصن من نور..
 يأبى التطويق يسراً
شدّ الريح إليك بقوة..
 أنزل عليك.. كقطرات مطر.. 
تئزّ.. قممك العطشى..
 ثمّ
أكف نزولي.. أخلع الغابة وعريي..
 وأتمرد 
دوِّن إن استطعت حفيف شعري.. أو اجمع عطري في وردة..
لف سحبك حول كلّي.. وجرب أن تقبض أنفاس الضمة..
ستبقى.. القمم عطشى..
 لعصياني.. لوهم انصياعي..
لرقصي الماجن


 
  

الخميس، 17 أكتوبر 2013

أتراك.. قدري؟

كم يلزمني من الحزن يا ترى؟؟
 لأكف الحب وأعلق على مشاجب الانتظار البالية معاطف العمر لكل الشتاءات التي مضت وستمضي..
 كم يلزني من النبض.. لأفك عقد الشوق والحنين عقدة فعقدة.. فأتحرر.. 
 كم يلزمني من سحاب وغيم لأطفئ توهج القلب بدم الغائب الذي لا يأتي..


قررت أنّي سأحتاج غابات الأرض كلها لأوقد ناراً قرباناً للمسافات ولك.. 
وقررت أن الجبال كما ونوعاً وكيفاً لا تكفيني لأبني قلعة أتحصن بها منك.. 
حيثما كنت.. يدركني حبك..
.
.
أستغفر إن قلتُ: "تبًّا لي"

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

طيف


جهدي يحاولني بفشل ليغرق حقول الانتظار التي تتسع كاللهب.. وأحاولني بكل ذلك الجهد لأعيق تلملم مشاهد الذاكرة التي ترتسم كلوحات مقدسة.. وعَنَدي اللئيم يمد جذوره خلف كل الحدود بملكه.. وقلبي العابث يتوج قلبك على كل شبر بأرضه.. فأخرج كما بعد كل عراك.. جندي خاسر.. جولة.. فجولة.. 
حرب المشاعر حرب تعزز الأخضر.. وتحيي اليابس..
وكل صباح أخوض الوغى ضد صورة وطيف.. 
أسأل بحزن بل بتوسل: "لماذا لا ترحل؟" 
يرد بنفس الحزن: "أنا محض طيف.. أُستدعى فأحضر" 
مازلت غبية.. أصليك  خشوعاً وسهو
أستدعيك.. فعلاً وقول..
أرعاك..غصناً وظِل..
أحياك.. حلماً.. بلا أمل


الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

بكل شري.. مشتاقة



تراكم الشر داخلي حداً لم يعد بعده قلبي يطيق صبراً ولا تحملاً
وحدك تطيقه وتحمله عنّي كما لو كان باقات من الزهر الأزرق
وكيف سأبتسم مكراً.. وأمارس الطيبة زوراً.. وأدّعي الوداعة..
وأنت على حالك.. تستظل بالذكرى.. وتتدرب على الفراق..
وتتآلف والغياب الذي لا ينجلي..
سأنفجر شراً.. وأحطمني وما حولي..
فهلا احتويتني..
مشتاقة

السبت، 28 سبتمبر 2013

موعد محتمل..



لا أتعلم.. ولن أفعل..
كلما ضربتَ موعداً تخلفتُ عنه.. لأنك لن تكون أنت حين سأحضر.. ولن أكون أنا حين ستحضر..
ساعتي تحكي كل يوم بلغة التيك تاك.. أن الوقت تأخر.. وأن الموعد يُحتضر..  
أنظر إليها متشاغلة بحديثها الذي لا ينتهي.. تغرق عيناي في الدموع.. أعترف لنفسي أني فقط خائفة.. 
لكل لقاء نهاية.. أوليس الانتظار أجمل من الفراق.. أوليس الصمت أفضل من الوداع.. أوليس الموعد أأمن من انقطاع الأمل..؟
موعد كالوردة التي زرعناها ذات خرافة.. كلما ذبلت نمت وتفتحت من جديد.. كدورة في الحياة..
إني خيرتك فاختر.. بيني وبيني.. أنا الموعد المؤجل.. أنا الأمل المحتمل 
فماذا ستفعل بموعد محتمل؟؟
فقط.. بعض من تجنّي


 

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

وردة.. حب



مع أني لست صديقة للون الأحمر.. إلّا أن دمي فيه ما يكفي ليغرقك..
أصل الحكاية
.
.
في غفلة من شيطاني الأمرد.. أفرغت الملائكة حمرة ورود الجنة في أوردتي.. كنت في غيبوبة حياة حيث لم يكن هناك محور للأرض ولا مدار.. ستسألني عن الشمس؟؟ هي التي كانت تدور.. أما القمر فكان بلا نور يظهر في النهار (كصخرة) أما النجوم والكواكب.. فكانت محض سواد.. كنا نسميها الممرات.. تقول الأسطورة.. أنها ممرات للأحلام.. فذاك الذي لا يحلم.. ممراته مسدودة.. 
المهم..
 أن دمي دوناً عن كل البشر بات أحمراً (زيادة) في لحظة كنت تمر بالقرب وتغني أغنية (لا أعرفها) لتوقظني.. ولكني كنت حتى في نومي عنيدة.. أسمع اللحن وأرفض الاستجابة.. مع أن أصابعي كانت تتحرك في مجارات له دون إذن مني.. 
اكتشف الشيطان ما فعلته الملائكة.. وأن يقظتي باتت قريبة لأن حمرة دمي أصبحت في زيادة بسبب اللّحن الذي كنت تترنم به.. وقرر الانتقام من الملائكة في أن فتح عينيّ لتتعلق بعينيك.. ظناً منه أنها الخطيئة التي ستحرق الملائكة وتسوّد دمي.. وتفسد نسل الورد الأحمر والبشر معاً.. 
ما حدث أنّي حين تعلقت بك.. سربت لك من دمي بعض حمرته.. وحين أخذت بيدي.. تفتحت فيها وردة.. تذكرها؟؟ "وردة الحب"
.
.
النهاية
 لم يتحمل الشيطان ما حدث.. فانتحر.. وترك الوصية لبنيه.. أن تلك الأنثى خطر فتجندوا.. 
و.. مازلت أحمل من الحمرة ما يكفي لأغرقك.. 
فنزرع الكون ورداً يدعى.. "ورد حب"
أعرف أنه تخريف حقيقي.. كتبته فقط لتبتسم حين تمر من هنا؟؟
فهل مررت؟؟ هل ابتسمت؟؟
أنا أنتظر..
    

الخميس، 26 سبتمبر 2013

كان عليّ إنصافك..

أنا اليوم أكثر هدوءاً، بدون مضاعفات حياتية.. أتكئ على حدسي.. يخبرني أنك دائماً هنا بالقرب.. تقف خلف الافتراض.. تحمل الحقيقة الوحيدة التي لا مفر بعدها.. 
رغم التعب الظاهر على وجهي.. تشعّ عيناي.. هذا ما يقوله الصّديق.. "تحملين رونق التعب.. وبهاء الشحوب.. تتسع عيناك وتشع حين تصمتين حزناً" لا أنكر أني ضحكت.. ولا أنكر أني أيضاً أنكرت التعب والشحوب والحزن.. 
هو.. وأنت.. وأنا..
 كلنا نعلم.. أنّي لا أضحك ممّا يقال إلّا حين أمهد للكذب.. ولكني أبتسم بصدق على طريقة "وتستمر الحياة.." 
حدسي يحملك.. 
تعبي أنت..
أمّا ابتسامتي.. فلأني أذكرك..
 

الأحد، 22 سبتمبر 2013

تجــنّـــي


قررت أن أهدأ وأكف عنك نبال اتهامي..
قررت أن أطفئ نار غضبي.. لبعض الحزن وبعض الدمع..
قررت أن أوصد أبواب كرهي.. لبعض الحب..
قررت.. أن أعود نفسي لبعض الوقت..
ولكنّي..
 قررت أن أنقض قراري

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

أكرهك.. بصدق

وكم أكرهك اللّحظة.. وبدون عتب ولا اعتذار.. 
ستسألني لما.. فلتعتبره كما لو كان بغير سبب.. 
أروّض مشاعري وأروض قلة صبري.. وأروضني كلّي.. لكن على غير أمل.. ثم أتهادى بصمت في مهب الريح.. لأسمع تراتيلها ربما إنشادها.. أو حتى غناءها.. في محاولة فاشلة للنسيان والهرب.. أفتح ذراعي.. أطلق ملامحي للمدى.. لم أخبرك يوماً أني حب المدى.. وأني أريد بصدق.. أن أمسك خط الافق بيدي.. وأني مازلت أحفظ حلم الطفولة بأن أصل لمنبع قوس قزح.. 
خلقت حرة وفي يدي القيد..
عبر كل هذه السنوات وأنا أطرق أبواب انعتاقي وأضرب الأرض برجليّ معاً.. كمن تعصر خمراً.. إذا زالت الأبواب فلتتشقق الأرض ولتهوي من فرط جراحي.. من فرط صمتي وصراخي.. من فرط اشتياقي.. أريد أن أتنفس.. قلبي يرفرف.. ويرفرف.. ويرفرف..
 قلبي يرفرف تحت حبال "كل شيء" أتعرف أيضاً هذا الكل شيء الذي لا اسم له.. ولا هوية.. سوى أنه اختناقي؟؟ لا تعرفه.
اُنظر الكون.. اُنظره بعيني.. بربك أجبني ماذا ترى؟؟ سأخبرك ماذا ترى..
ترى السماء سماء والغابة غابة والحلم حلم.. ترى البحر أزرق والرمل ذهبي.. بل سترى الشمس أوسع والأفق بيدي وقزح دربي.. ترى.. القضبان حاجز وأنت أنت.. محض طيف.. ما معنى أن تكون طيف سوى أني أكرهك بصدق.. 
والوجع أن أمّي مازالت تقول: "دسي المنديل تحت التراب.. فأنا لم أحكه لك".. أمّي منديلي لا يحتمل التراب.. منديلي أبيض رغم الكره.. فأنا رغم حجم القيد وحجم اللحظة.. وحجم الكره فيها.. في القلب لا أقدم تنازلات.. أنا لا أنعم بغير غبائي.. لا أعرف كيف أفعل أمّي.. التراب بنيّ.. وقد ولدتني بروح السماء.. زرقاء المدى..
الأطياف عادة شفافة.. نخترقها وتخترقنا.. لكن دون حس.. حتى وإن لم أكرهك.. حتى وإن لم أكرهه أمّي.. سأريد أن أفعل..

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

ما لم تقله.. أمّي


عكس كل الأمسيات أطلقتُ تنهدات فريدة.. كنتَ تخرج بين أنفاسي مع كل زفرة.. فتندهش أمي.. تقول "استغفري" ولكنها في البدء.. تريد أن تسأل: "ماذا قلتِ؟"
قلتُ يا أمي أنّه الّذي لم تخبريني عنه وأنت تكتبين الوصايا على جبيني وعلى كتفَيْ وعلى كفَّيْ.. أنّه ذلك الّذي يأخذ القلب والروح ويدعني عندك جسداً هشاً مستسلماً للريح والمطر.. للحرارة والرّطوبة.. أنا المبتلة بعرق الشوق وعطر الحنين.. أنا الباحثة بين السّحاب التّاهئة في غبش ضباب مبكر والعاشقة لرقص السّراب.. لم تكتبي شيئاً عن غبائي يا أمي.. ولم تخبريني أنّي لست ابنة خطوط كفك.. ولكنّي حزنك اللّامع في عينيك.. وأنت ترين حزني وتبحثيت على غير هدىً عن القلادة الجرح لذلك العقد المعلق في عنقي.. أمّي إن شئت رديني لرحمك ودعيني أتنفس من جديد طهراً وسلام.. لمرة واحدة أمّي.. علِّي حين أولد من جديد.. أكون أنت بغير حزن.. علِّي لمرة واحدة أمّي.. أكون ما أريد

السبت، 14 سبتمبر 2013

سُكْرٌ.. بلا عنوان




 

كل هذا الصراخ والطبول التي تضرب لحروب غير موجودة وأنت المحارب المعتد باستعدادك، كل هذا الصرير للأبواب الحمقاء التي فتحت نفسها للريح تلهو بها بعنف وأنت المقبض المبتهج بارتطامك مع الجدار.. كل هذا المطر الحامض الذي ينزل بغزارة وأنت الفلاح السعيد بمزروعاتك.. كل هذا الزحام الكاتم على أنفاس مدينتي.. وأنت الغبي السعيد بغيابك.. أنت وحدك الرواية التي لا تحمل عنواناً.. ألا تعنون نفسك ولو مرة.. لأعرف أي الكتب المدسوسة تحت الغبار أنت؟؟ أم تراني أتخذك مفاجأة مكشوفة أعرفها ولا أتوقع حدوثها فأندهش.. وأنا الأنثى التي لا تملك صبراً ولا تعرف كيف تجسد الإدعاء.. الشمس خلف السحب ولكنها مشرقة.. المعنى جميل ولكنه مُضمر.. تباً.. أنا الأنثى التي تقفز بين فصول كل رواية لتعرف أتستحق أن أتجول في شوارعها أم هي محض مدينة خربة.. عنوانك الذي لم تغيره أبدا لروايتك التي لم تكتبها ولن يكون عليها بصماتي.. ولا حتى غبار إهمالي.. هو الغياب.. وتفهمت المرآة لأول مرة في تاريخ انتظاراتي.. عرفت شعورها وهي التي يرى الكون نفسه فيها ولا ترى نفسها في أحد.. هي العمياء المنتصبة خلف سواد لجينها اللامع في أعين العابرين..

بين حماقة ليلي وذهول صباحي وارتعاش شمسي وبرد ظهيرتي وسهاد عصري ومرض غروبي.. أعود لبداية الحكاية.. صمت بغير صمت.. الكون يضج بغوغائه.. مفاهيمه.. اعتقاداته.. أعرافه.. ما يجب.. ما لا يجب.. أريد أن أجرب سجارة حشيش وكؤوس من النبيذ الأحمر صدقاً.. فقط لأشتم بكل حرية ويكون لي عذر السُّكْر وحضور العقل بذهابه.. لمرة واحدة وأعلن التوبة.. عن كل أنواع الصمت الصاخب والصخب الصامت.. وأكف عن إزعاج الجميع بهدوئي وبرودة أعصابي وحِدَّة نظراتي.. ويقولون حتى هي قليلة أدب فأفرح ليس بقولهم.. بل بشتمي لهم في لحظة حقيقة لا تتكرر.. لأقول لك علنا.. وأنا أعتلي عرش فك لجام "المفروض" تباً لك ولغيابك وللمرآة التي أحملها ولي طبعاً وأطلق قهقهة مومس ثم أنام وأستيقظ وأنا لا أذكر شيئاً وحين أتذكر.. لن أعتذر وسأضحك من أعماقي.. وأقول: "أنا قلت كل هذا؟؟ سبحان الله.. ماذا يفعل السُّكْر في عقل الانسان"

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

أضغاث أحلام.. حقيقية


رأيتك في حلمي..
كنتُ تائهة في الشوارع.. ثم بين تلك الغرف.. كان الزمان ليلاً.. رغم هدوئي كنتُ خائفة.. حزينة.. أتساءل  "لماذا عاد ذاك الزمان؟" دخلتُ غرفة وجدتُها من زجاج لها ضوء أقرب إلى خافت على جهتها اليسرى من حيث الباب بالنسبة للداخل.. كنتَ هناك على اليمين جالساً تبتسم.. عيناك تلمعان بشكل غريب.. كنتَ مطمئن ضحكت لي ثم وقفت.. لم تقل شيئاً.. أدخلت كلتا يديك في جيبك.. دنوت من الجدار الزجاجي.. كنت تتأمل الفوضى التي في الشارع.. تتأمل حجم الهلع والخراب الذي تنبئ عنه الريح وأناس زمن الضياع.. كنت أنظر إليك وأتساءل بحزن أكبر.. "لماذا تبتسم؟؟ لماذا وقد عاد زمن الإرهاب؟؟"
استيقظت.. تفقدت سريري.. النافذة.. الساعة.. نفسي.. كل شيء على حاله.. إلّا أنت والإرهاب.. كنتما الأضغاث والحلم معاً 
كنتما الحضور الغياب

الخميس، 5 سبتمبر 2013

صمت الجلنار...

زهرة الجلّنار... أو زهرة الرمان..
هي كلمة فارسية تتكون من جزئين الأول جل ومعناه زهرة و الثاني أَنار و يعني الرّمان...
ولكني أجد كلمة نار بالعربية أنسب لغاية في نفس يعقوب كما قال صديق ذات مرة...
فشكل زهرة الرمان شبيه بالشعلة يوحي بالاحتراق.. وفي تلك الحمرة استفزاز يفوق التحمل.. وحتى بعد أن يتعرى الكأس من أوراقه يبقى كأنه حامل شعلة كانت متقدة ذات يوم..
من ذلك الاحتراق الصامت.. حاولت أن أكون استغلالية.. واسترق من ذلك الجمال بعضاً فقط..

للذكرى..

كالجلّنارِ..
هواك متقدٌ جميل
شعلةٌ... بلا نارٍ أحملها
لهيبٌ.. يسقي العيونَ اطْمِئْناناً
يُشِعُّ فيها وَهَجاً وأَمَل..

فكيف يكون.. للجلّنارِ صمت
وفي صمته تلاشيَّ وضياعي..
كيف يمكنه الصمت
وهو حامل أبجديتي... ومفاتيح قلاعي

عدْ بالصمت رويداً ...عدْ بالصمتِ أدراجه
فأنا ولا بدَّ لا أملِك صبراً
لشوْقي و اشْتِياقي..
لا أملك أنهاراً
أجفِّفُها باحْتراقي..
أعاندُ فيكَ الهدوء.. وفي نفسي التمرُّد
تساءل...
كم يلزمني لألجم طغياني؟
لألجم خيول اندفاعي..؟
كيف أوقف أنفاسي في بحر الثواني
وكيف أفجرها في لحظة تنهد؟
كيف أتجمد برداً في صيف صحرائي؟
وكيف أدثر بصقيع رمالها انتظاري؟
فقط تذكر.. حين تبحر..
في صمتك... خذني معك
حتَّى لا أُحْرِق كلَّ السُّفُن..
حتَّى لا أُطْلقَ العِنانَ.. لِمَكْري
*******

ذات 26/6/2010..

الجمعة، 30 أغسطس 2013

أيــعـقــل؟؟



في كلا حياتيَّ -الطويلة والقصيرة- لم أتوقع أنّي سأنتظرك كل هذا الشتاء.. ولم أعتقد أن غيابك سيكون أبدياً بهذا الشكل.. يشبه الموت في لحظاته الأولى.. جثة الوقت أمامي ونفسي تعتصر: "هل أصدق؟؟ وكيف سأفعل؟" سواد عيني يزداد  مع كل ورقة تقع.. لكأني أفقد بصري إلّا منك.. 
في الماضي.. كانت أمطاري شديدة الملوحة.. كأمطار شهر ثمانية.. تُختزل كلها رغم الشتاء الدائم في نزلة واحدة.. تماما كما تسميها جدتي "صَلَّاحَةْ النْوادَرْ" سألت جدتي عمّا هي "النْوادرْ" قالت أنّها بقايا التبن التي لا يمكن جمعها من الأرض بعد الحصاد.. "تَصْلَحْها" هذه الأمطار أي تكنسها.. كنت أفرغ كل أحزاني وجراحي في سلة الزمن.. إلّا تلك "النْوادر" فإنّي كنت أحتاج لأمطار شهر ثمانية لأزيلها.. أمّا اليوم فما عادت لي نوادر.. لأن أحزاني ما عادت تحصد.. وأمطاري ما عادت مالحة.. بل معذبة كروحي..
منذ دخلتَ دائرة الوقت ضاع دربي وتفرعت نهاياته.. وما عدت أدري ما أنا وما أريد.. وقفت عند المرآة حتى صدئ لجيْنها.. ولم أجد ذاتي.. أيعقل أن يظل قلبي على باب الشتاء يشرب مطراً معذباً.. حتى وأنا أمضي؟؟ أيعقل؟؟

الخميس، 29 أغسطس 2013

مهزومة


مشتاقة حد الوجع.. فهلّا سكّنت وجعي؟؟
وجعلت ضفاف الجرح تجتمع وتترقع دون اهتزاز..؟
عيناي على اتساعهما ما احتوتا البحر.. تصور!
 وقلبي.. 
قلبي كقطرة مطر هوى مني في لحظة وفاة..
أنا السحابة العامرة بالحزن.. المولودة بسماء الغياب..  
أنا المهزومة بغير حرب.. أنا المهزومة رغم الحب..
لم أحمل يوماً سيفاً ولا بندقية.. ولا حتى حجر.. 
لم أحمل سوى ابتسامة.. ومدن الصمت المزدحمة بك
وددت لو أختبئ فيك منك ومنهم.. وأنتصر.. 
................
تقول أني جمع الأمل.. لكني لا أشبهه
 وحدك تشبه روح من تحب وتشبه اسمك في قلبي المتعب
  


الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

وما خفي كان أعظم..


المثل يقول..
"تَبَّع الكذّاب حتى لْباب الدار"
وما أروع الوصول إلى باب الدار..
لا تقل للئيم أنه لئيم.. بل اجعله يقول ذلك بنفسه
 .......
سقوط الأقنعة لحظات استثنائية تستحق الابتسام..


الأحد، 25 أغسطس 2013

توهان.. حب

تهت في مساحات ذاتي
 باحثة عن غابات تثمرك أشجارها بكلك
كنوع من الهزيمة لطعم الغياب.. وغفوة الكلام
علّيَ بحطام صمتك أحطم اكتمال صمتي..
وأصنع من كل تلك الشظايا.. 
قصراً من قصور الحضور..
أو حتّى قلعة للّا غياب..
أو أمدّ بها جسراً.. لأرض اللقاء
ربّما..
أنهي رحلات التيه والتشرد
 في وحشة غابات الشوق
وسكون مساحات الحب

 

 




السبت، 24 أغسطس 2013

مشكلة



المشكلة أني لا أعرف كيف أنسى ولا كيف أدعي ذلك..
فهلّا أعرتني ممحاتك.. لأمحيَ وعدي..
وأكتب بالبند العريض على ناصيتي.. 
"لقد نسيت"

فرعون لا يموت..


هل مات فرعون حقاً؟
كنت أعتقد أن فرعون مات..  ولكن الحال الواقع دائماً يثبت أنه رغم إغراقه مازال حيّاً..
فالبشر أحرص على بعثه.. في أشكاله المختلفة..

 "مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي"
 "لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ"
 "آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ"
"أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ"
حين تفتح صدرك كشراع أهوج في وجه الريح العاتية
وأنت تظن نفسك فرعون
ستلعب بك الحياة وتتقاذفك بين أمواجها
ويتحطم صاريك فتغدو حبيس فكرك المتوحد
في نقطة لا رجوع منها..
تبا لك فرعون حيثما كنت..
 

الجمعة، 23 أغسطس 2013

شذرات هوى..


شريرة وعلى قدر شري... مشتاقة..
مشتاقة وعلى قدر اشتياقي... أهواك..
أهواك وعلى قدر هواي... أخشى عليك..
أخشى عليك مني ومنك..



سباحة أنا في بحر الهوى
والغرق..
بعض وهم..
على جرفي اندثر..
وسهمي وإن يصب
فشفاء للقلب وللجرح خير دوا..
شريرة أي نعم
وروحي لروحك مني مهما اشتكت
مثوى وثاني جسد...




وإن هويت فإن بعض الهوى مكّار
لعمري غرقك موتي وجرحك أشد بي منك..
تقسو على نبضي بعتبك
فالسهم الذي أصابك أصابني
فإذا كنت بوجع.. فأنا بوجعين
مني ومنك..


أحاول اختصار الانتظار في بعض جمل
وأحاول دك المسافات في كلمة
وأحاول... عصر أشواقي في حرف
أتتسع الأبجدية لحب جارف؟؟
سحقت الحروف بنبضة قلب فما عادت تجدي
واتخذت القمر مرسالاً والنجوم جسر وصل
لأعيش بضع السنوات تلك على أمل..
علني أهزم الموت مرة والقاك
حلماً يبتسم
سأذكر الموت دوماً..
فقط.. لأنه الوحيد الذي قد يبعدني عنك

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

وللفتحةِ.. أسرار



 

كان يرفع إصبعه بشكل هادئ عكس ما تعود، يدنيه تارة من أنفه وأخرى يعليه فوق جبينه.. في حالة أشبه بتوسل الآنسة أن تختاره دون رفاقه كمن يخفي رجاءً ملحاً.. اختارته الآنسة وقد انتابها الفضول من حالته المريبة، تنحى عن مقعده وهو يثني كراسته بين يديه الصغيرتين في شكل مقوّس يخفي خلف طرفها شفتيه وذقنه، كان ينظر إليها بثبات تتخلله حركاته الطفولية العفوية، وقف على المصطبة أمعن في سطره المخربش قالت الآنسة:
 "نعم عبد الغني تفضل"
رد بثقة وهو يمعن في جملته:
"دقيقة.. سأقرأ"
علا صوته شيئاً فشيء بجملة قصيرة "دخلتْ القِطّةَ غُرْفَتي" صححت الآنسة بشكل آلي "القِطَّةُ"  فكرر الجملة مرة أخرى بنفس التشكيل.. قالت له:
 "بالضمة عبد الغني"
 رفع بصره عن الكراسة.. نظر إليها صحح الجملة وعاد لمكانه.. عندما دق جرس الخروج وقف عندها صامتاً.. ظلت تنتظر مراده حتى قال:
 "لكني أريدها فتحة"
 استغربت منه انحنت له.. وقالت: "حسنا قل أدخلت القطةَ غرفتي"
بدا على وجهه حزن غريب وقال: "لكنها دخلت لوحدها.. لم أدخلها"
صمتت لبعض الوقت.. همست له: "إن دخلت لوحدها وأعطيتها الفتحة ستغضب"
اندهش.. دنى منها همس بالمثل: "لماذ؟؟ فالفتحة أفضل"
 قالت الآنسة: "لأن كل من يفعل بنفسه كل أموره.. تهدى له ضمة"
تراجع قليلا ارتسمت على وجهه ملامح الاستياء.. قال: "لكن.. " ثم عدل عن الكلام.. سألته الآنسة مظهرة له اهتماما كبيراً: "ولكن لماذا الفتحة أفضل؟"
 اقترب منها أخذ رأسها بين كفيه.. ثبت شفتيه عند أذنها وهمس:
 "لأنها كلما جاءت ومعها فتحة فتحت أمي النافذة لتخرجها" ونظر في عيني الآنسة وضوء الفرح يشع من عينيه.. ثم أتم "وكلما فتحت أمي النافذة أخرجت رأسي منها وشاهدت الدراجة النارية في الشرفة المقابلة التي يملكها هشام.. أتعرفين هشام؟؟" قالت "لا لا أعرفه" أتم مستغرباً "هشام جارنا" ضحكت وأكدت أنها لا تعرفه.. فقال: "المهم.. هو وعدني أن يأخذني في جولة ولكن أبي وأمي رفضا"

قد.. أريد

أريد الكون.. لعبة
والقمر.. أرجوحة

أريد.. السحاب وطن
والريح.. شريعة

أريد الشمس.. قصيدة
والمطر.. لغة

أريد فيما يريد الحالم..

الصحراء أغنية خاصة
والبحر.. هدية

أريد ساعة بغير عقارب.. وأحلاماً بغير نوم
أريد بيتاً كلّه أبواب.. وأسقفاً كلها نوافذ..

أريد السماء ابتسامة.. والعصفور قلب..

أريد فقط أن أحطم بعض لغة الخشب على  بعض رهافة الجنون

الخميس، 15 أغسطس 2013

شجن... وحسب

دربي مفتوح على سفر..
وعمري الذي لم أعُدّ بعد..
يكاد يفنى على عتبات العتاب..
جرحي الذي منذ الأزل لم يعد صغيراً
مفتوح.. كباوبة بلا مصراعين.. 
فهل من مفتاح وهل من قفل؟؟
اختبئ خلف السؤال اليتيم..
وأغني بهمس حزين..
آه يا... عصفورة الشجن..

الاثنين، 12 أغسطس 2013

أغرب مما كنت أعتقد..



لمحتك بطولك الفارع بصحبة بعض من طلابك.. كنت أنظر إليك من خلف نظارة سوداء.. لم تعرني اهتماما ولكني.. عزمت أن لا أفلتك هذه "الصدفة"
تركت عمداً وشاحي على ذلك المقعد.. كنت أكيدة أن قلبك القوي سيتعثر به ويقع رغم صلابة نبضه، حملتَه.. ناديتني مرة وثانية وثالثة فالتفتُ "الثالثة ثابتة" هكذا يقال.. كنت تبتسم بل كنت غارقاً في الوسامة بسمرتك الوهرانية وروحك المتشبعة بنسيم البحر ومواعض سيدي الهواري والمتأهبة كالأسدين معاً لكل طارئ.. نظرت إليك ولم آبه للوشاح فلونه لم يكن يعجبني ولكني فكرت أنه ولابد كان يعجبك كرجل.. همست وأنا أراقب اقترابك متأملة تضاريس جبال الشريعة التي سكنت محياك منذ سرقتك البليدة من وهران الباهية وجعلتك تغير ضريح صلواتك إلى سيدي الكبير الذي رغم هجرانه مازال له ذاك السحر في الاحتفاظ بالزوار وأسرهم.. "تبا لك البليدة لما احتفظت به؟؟ ألتغويني فقط أغيرت ورودك بتعاويذ الحب؟"
قلت لي حينها: "لا تكوني مهملة" لم أتمالك عن الضحك وأنا أجيبك "بل مهملة جداً" أتممتها في سري "مهملة حد المجيء بك إلى هنا"
شددتَ الوشاح لحظات ثم أفلته سألتني إن كنا التقينا من قبل أو كنا نعرف بعضنا، نزعت نظارتي السوداء ثبت عينيَّ الزرقاوين بسواد عينيك لحتى جعلته لجة هائجة ثم.. أجبتك على مهل كأني أتذكر: "ربما في المعهد.. أأنت معيد هناك" كنت أكيدة أنك أستاذ محاضر ولكني أردت مخاطبة كبريائك الرجولي كي يطغى على طيبتك.. أجبتني "أنا أستاذ محاضر.. أتدرسين هنا" كم أحب ادعاء السذاجة منذ لحظات فقط كان احتمال أننا التقينا قبلا قائماً.. أجبتك أني هنا أنتظر صديقة وعدَتْني أن توفر لي كتاباً ولكنها لم تحضر.. "صدفة" كنت تملكه فوضعنا يومها موعدنا الأول...
أغرب ما حدث في قصتي معك.. أنّ موضوع رسالة الدكتوراء التي كنت تحضرها كان حول الكاتب الّذي ادّعيتُ أنّي أريد كتابه، وأنّك لم تكن مجرّد استاذ محاضر بل كنت رئيس الكليّة نفسه الّذي كان يكلّم دائماً استاذي المشرف على رسالة الماجستير التي كنت أحضرها ويزوره في مكتبه الخاص دون أن نراه.. أنّك لم تحب قطّ لون ذلك الوشاح ولكنّك يومها تمنيت أن أكون مهملة لأنها كانت الطريقة الوحيدة لتكلمني بعيداً عن صديقك.. أنّك تعمدت شدَّ الوشاح لتجبرني على خلع النظارة.. أنّي كنت أجلس على المقعد الذي تعودت الاستراحة عنده بين المحاضرة والأخرى..أغرب ما حدث أننا كنا نعرف بعضنا من حيث لا يعرف أحدنا ذلك..

آمال بوضياف

الاثنين، 5 أغسطس 2013

أنت وأنا..

أنت وأنا..
حين تخلف وعدك... تحزنني.. لأني لا أستطيع جعلك تفي به..




كنا نعلم أننا مستحيل.. ولكنّنا طرقناه عمداً...
 لا نضرب مواعيد أبداً ولكن ساماءاتنا.. متقاطعة في نجوم لا تختفي حتى ظهراً..





تبتسم.. فيضحك الكون من حولي.. تضحك فأحلق فوق كل تلك المسافات بل وأطوقها..
فأعانق فيك الروح... وعلى فرحك.. أرسم مئات القبلات..