الأحد، 25 يناير 2015

أمانة في قلبي.. أحفظك

تغيب وجوفي ككأس ملؤها راحٌ من روح روحك..
أراك ولا ألقاك كأنّا آخر ليلٍ وأول خيط من صبح..
أعانق جسداً لأنه أنت وليس أعانق من شوق إلّا طيفاً
سرابٌ حضورك في يقضةٍ وفي حلُمٍ وما بين صحوٍ ونوم
متى.. ؟
متى ألقاك وأبكي حزناً خشيةً من وجهٍ ويدٍ تصير دخاناً
فيضحك الوجه من حبٍ وتمسح اليد دمعاً ما جف اشتياقاً
لعلك تقرأ وتذكر أنّي قلبٌ وإن لم يرجع أمانةً.. بها يحتفظ
ولها يحفظ... قلبك أمانة ما زالت في قلبي
كأمس.. مازلت أهواك..
آمــال




الخميس، 22 يناير 2015

مازلت أهواك

مازلتُ أهواك...
 ومازلتَ قطعة من روحي في بلاد باتت غريبة..
أهيم على وجهي بك في شوارع التيه.. وأزقة الضياع
 بدونك قلبي ظل بلا كيان.. وعيني بياض لا سواد فيه..
مازلت أهوى فيك الحضور رغم الغياب.. 
وأعشق وجهاً لك يظهر في كل المرايا..
لا أعلم.. من منا يصر على الحضور ومن منا أتقن الغياب.. 
أعلم أنّي بك هناك أعيش غريبة.. سجينة
وأحلم بقلبي يعود بك طليقاً
ولكنّ فيروز لي غنت..
"أهواك بلا أمل"



الثلاثاء، 20 يناير 2015

من مذكرات امرأة ما... نصوص مسروقة

سبق وتعرضت لحادث سير.. ودخلت بعدها في حالة من اليأس لأسباب ما كان ليفهمها أحد.. ثم أخذ القنوط عندي مجرى آخر وهو أن تحول إلى فوبيا الشوارع.. وبات الخروج من المنزل يشبه الكابوس بل بات فعلا كابوسي القاتل أني أسير في شارع والسيارات لا تجد لها طريقاً سوى نحوي وأنا أصرخ في الحلم والواقع معاً والكل من حولي يحاول إيقاظي لكن... عبثاً.
لك أن تتصور حالتي وأنا عاجزة حتى عن الذهاب إلى الطبيب المعالج.. كنت أمضي وقتي جالسة عند النافذة لا أفعل شيئاً سوى أني أراقب حركة الحشائش والأشجار والقطط وكائنات كثيرة أخرى لم أكن أعلم بجودها أصلاً.. لا أعلم حال الناس ولا أحد يعلم حالي.. لم أكن أميز من الدنيا سوى الليل والنهار.. حتى الأكل كنت أنتناوله في القليل النادر كنوع من التقوت وبرجاء من أمي.. مضى على وضعي ذاك شهران كاملان بعد مغادرتي المشفى.. شهران دون أدنى تغيير في مسار حياتي.. كان والداي يحاولان باستمرار اخرجي من المنزل ولكن حالة الهلع والهستيريا التي كان تصيبني بمجرد الاقتراب من الباب الخارجي وبعدها مباشرة الاغماء جعلتهما يستسلمان ويكتفيان بمراقبتي بمرارة.. كنت دوما مصدراً لقلقهما وعذابهما..
إلى أن جاء يوم أصبت بنوبة هستيرية مفاجئة دون أدنى مقدمات.. حسب ما قيل لي أني بدأت أشعر باختناق أولاً ثم اختفى أسود عيناي تماماً وانقلب اختناقي صراخاً شديداً ورعشة كأنها الموت نفسه ولكن طالت مدة انقضائه.. لحد الساعة لا أذكر ما أصابني يومها.. المهم نقلت إلى المستشفى  تلقيت العلاجين الجسدي والنفسي.. وعدت من الموت للمرة الثانية بعد أن كان جسدي قد استنزف كل ما لديه من طاقة ومخزون وكاد دماغي أن يصاب بجفاف جراء النقص الحاد في كل ما يلزمه..
بعد أن أخذت أستعيد رشدي تدريجياً.. تذكرت كم مرة تمنيت فيها الموت وتساءلت بستمرار لماذا نجوت من حادث كذاك وتساءلت مجدداً حين تم انقاذي في آخر لحظة لماذا الموت يخطئني باستمرار..أيخطئنا الموت حقاً؟ 
اليوم أتمنى حقاً أن أعيش كل لحظة من حياتي.. أتمنى حقاً لو أن الموت يخطئ ضربته حين يلزم أن تطالني.. تكتسب النعمة قيمتها حين تشارف على الزوال.. أجل أنا أقاوم المرض بشراسة حين لم يعد لدي أمل.. واستسلمت تماماً حين كان بإمكاني المقاومة.. يقال أن الإنسان يحدس أجله ولأني أشعر به قريباً جداً.. أحب الحياة بكل مافيها.
من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش

السبت، 17 يناير 2015

لأن قلبي من حرية

لو أن لي جناح ولو من غيم.. لحقلت وحلقت حتى الموت
لما قد أبقى على أرض لم يكتب لها سوى الوجع..
تحت قدمي بساط من شوك وعلى رأسي مظلة من حر..
طريقي يا أيها الوجع منك وفيك..
لم أخلق لأعيش في قفص.. لم أخلق لأبكي.. لم أخلق للأحزان..
نخاعي من حرية ولحمي لحم طير.. وروحي من مطر.. دائماً كنت في سفر
عندما أموت.. لا تجعلوا على قبري شاهداً.. فليكن مجهولاً..
في الموت اجعلوني بلا اسم.. 
في موتي فلأكن كل البشر..

 

السبت، 10 يناير 2015

من مذكرات امرأة ما.. نصوص مسروقة

حين تقرر السير في خط مستقيم... يصبح ما قبل نقطة القرار.. مجرد ذكرى وما بين نقطة القرار وآخر الانتظار محض عدم..
كنت فيما مضى لا أقوم سوى بعد الأيام.. متى يأتي السبت.. ومتى يأتي  الشتاء.. ومتى يمر الخوف.. ومتى تورق الكروم.. وأريد أن تمر الأشهر الثلاث.. والأسابيع الخمس.. كأن الزمن الفاصل بين اللحظة ونقطة الانتظار لا قيمة له.. ويمضي العمر كأنه قفزات بين نقاط متباعدة لا صلة لها ببعض.. وجوه نلتقيها وننساها وقلوب ندوسها فلا نشعر أو تدوسنا فنهمل أنفسنا.. أيدي تمتد لنا وصور جديدة ترسم.. أصوات تنادي وأخرى تكتم.. جدران تبنى جدران تنهار.. ونحن فيما يشبه الغيبوبة عن الحياة لا لشيء فقط.. لمجرد أننا نترقب.. 
ولم أكتشف قيمة تلك الفواصل الزمنية إلّا حين أصبح العمر معدود الأيام أو بالأحرى بات الموت هو الزائر المرتقب.. أو لنقل بات للعمر معنى.. وبقدر ما أشعر بقيمة تلك الفواصل الآن بقدر ما أريد أن أعيشها وأملأها أفعالاً مختلفة من كل ما كنت أحب فعله أو يجب فعله وأأجله لأن وقته لم يحن أو لأني لم أملك الوقت أوليس لي رغبة.. بقدر كل ذلك لم أعد أقدر..
حدث يوماً.. أني التقيت امرأة أعرفها.. لن أحدد هويتها.. أخبرتني أنها مريضة.. وحدثتني عن حالها.. ومرت الأيام ونسيتها تماماً.. حتى  عادت مرة أخرى كانت متهالكة.. أذكر أني كنت مشغولة في عملي ببعض التوافه.. وكان بالي مشغولاً بموعد ليومين تاليين ليومي ذاك.. رأيتها. كنت سأتجه نحوها ثم قلت بعد الدوام أكيد سألتقيها وأرى إن احتاجت أمراً.. وانتهى الدوام ونسيتها لأنها كانت قد انصرفت قبله.. ونسيت أني لم ألتقيها.. ولم أتذكر ذلك إلّا حين وصل خبر وفاتها..  أذكر أني تسمرت في مكاني.. لم يعد حتى للذكرى معنى..
وليس الأمر فقط لأنه مرتبط بالموت.. تشاجرت مرة مع صديقة لأمور تحدث بين الأصدقاء..  المهم أني قررت عدم الاتصال بها أو حتى لقاءها قلت فلتفعل ما تريد.. ولتحل مشاكلها بنفسها حين تتعقد الأمور من حولها كما عودتني وانقطع التواصل من جهتيْنا.. في تلك الفترة كنت أنتظر أن تلبي الإدارة طلبي بأن أُحصِّل أيام العطل التي عملت بها وجمعتها في حوالي خمسة عشر يوماً لأقوم بجولة لبعض الأماكن.. ولأني كنت أريد الحصول على كمبيوتر جديد وملابس جديدة أيضاً يعني كنت أسعى لبعض التجديد المغري لأي امرأة.. 
 وفعلاً مرت الأيام فارغة إلّا من تشوقي وانتظاري وبالي خالي من أي أمر أردد متى يصل الموعد.. ووصل الموعد وحصلت على العطلة وخرجت واشتريت وعادت الأيام لرتابتها.. ولكن حدث أن التقيت بصديقتي صدفة وقد كانت حزينة.. بعد أن مرت بظروف صعبة جداً..
 كلنا كان يقفز بين النقاط نحو الأمام ماضٍ بالعمر بالفراغ ونحو الفراغ.. تموت الانسانية فينا بشكل مخيف ونتحول إلى آلات مبرمجة.. ولا نستعيدها إلّا حين نصطدم بالموت.. لماذا؟؟ 
أغلب الظن لأننا غالباً ننساه.. وفي وعينا لا تعشش سوى الأبدية.. كأن هذا العمر بلا نهاية..
من مذكات امرأة لم تعرف كيف تعيش..  

الثلاثاء، 6 يناير 2015

خلف وجهي.. أنا

جرحي ينزف تحت وطأة الغياب..
ماذا أطعمة ليخرس إلى الأبد..
أأطعمه قلبي وأحيا دونه.. 
أأضمده بكبدي وأقتل الحنين في روحي
أتراني أرد مصب شراييني إليه وأريح نبضي..
مازلت أحن.. 
كلما قصقصت أطراف الحكاية نَمَتْ من جديد 
النسيان نعمة.. لمن يتقنه..
كفاني اليوم أني أخفي وجهاً خلف وجهي.. 
تبتسم شفاهك وقلبك يبكي..
دافئة يدك وعضامك ترتعش..
حي جسدك وروحك تحتضر..
هل يبقى للحياة معنىً؟