الجمعة، 30 أغسطس 2013

أيــعـقــل؟؟



في كلا حياتيَّ -الطويلة والقصيرة- لم أتوقع أنّي سأنتظرك كل هذا الشتاء.. ولم أعتقد أن غيابك سيكون أبدياً بهذا الشكل.. يشبه الموت في لحظاته الأولى.. جثة الوقت أمامي ونفسي تعتصر: "هل أصدق؟؟ وكيف سأفعل؟" سواد عيني يزداد  مع كل ورقة تقع.. لكأني أفقد بصري إلّا منك.. 
في الماضي.. كانت أمطاري شديدة الملوحة.. كأمطار شهر ثمانية.. تُختزل كلها رغم الشتاء الدائم في نزلة واحدة.. تماما كما تسميها جدتي "صَلَّاحَةْ النْوادَرْ" سألت جدتي عمّا هي "النْوادرْ" قالت أنّها بقايا التبن التي لا يمكن جمعها من الأرض بعد الحصاد.. "تَصْلَحْها" هذه الأمطار أي تكنسها.. كنت أفرغ كل أحزاني وجراحي في سلة الزمن.. إلّا تلك "النْوادر" فإنّي كنت أحتاج لأمطار شهر ثمانية لأزيلها.. أمّا اليوم فما عادت لي نوادر.. لأن أحزاني ما عادت تحصد.. وأمطاري ما عادت مالحة.. بل معذبة كروحي..
منذ دخلتَ دائرة الوقت ضاع دربي وتفرعت نهاياته.. وما عدت أدري ما أنا وما أريد.. وقفت عند المرآة حتى صدئ لجيْنها.. ولم أجد ذاتي.. أيعقل أن يظل قلبي على باب الشتاء يشرب مطراً معذباً.. حتى وأنا أمضي؟؟ أيعقل؟؟

الخميس، 29 أغسطس 2013

مهزومة


مشتاقة حد الوجع.. فهلّا سكّنت وجعي؟؟
وجعلت ضفاف الجرح تجتمع وتترقع دون اهتزاز..؟
عيناي على اتساعهما ما احتوتا البحر.. تصور!
 وقلبي.. 
قلبي كقطرة مطر هوى مني في لحظة وفاة..
أنا السحابة العامرة بالحزن.. المولودة بسماء الغياب..  
أنا المهزومة بغير حرب.. أنا المهزومة رغم الحب..
لم أحمل يوماً سيفاً ولا بندقية.. ولا حتى حجر.. 
لم أحمل سوى ابتسامة.. ومدن الصمت المزدحمة بك
وددت لو أختبئ فيك منك ومنهم.. وأنتصر.. 
................
تقول أني جمع الأمل.. لكني لا أشبهه
 وحدك تشبه روح من تحب وتشبه اسمك في قلبي المتعب
  


الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

وما خفي كان أعظم..


المثل يقول..
"تَبَّع الكذّاب حتى لْباب الدار"
وما أروع الوصول إلى باب الدار..
لا تقل للئيم أنه لئيم.. بل اجعله يقول ذلك بنفسه
 .......
سقوط الأقنعة لحظات استثنائية تستحق الابتسام..


الأحد، 25 أغسطس 2013

توهان.. حب

تهت في مساحات ذاتي
 باحثة عن غابات تثمرك أشجارها بكلك
كنوع من الهزيمة لطعم الغياب.. وغفوة الكلام
علّيَ بحطام صمتك أحطم اكتمال صمتي..
وأصنع من كل تلك الشظايا.. 
قصراً من قصور الحضور..
أو حتّى قلعة للّا غياب..
أو أمدّ بها جسراً.. لأرض اللقاء
ربّما..
أنهي رحلات التيه والتشرد
 في وحشة غابات الشوق
وسكون مساحات الحب

 

 




السبت، 24 أغسطس 2013

مشكلة



المشكلة أني لا أعرف كيف أنسى ولا كيف أدعي ذلك..
فهلّا أعرتني ممحاتك.. لأمحيَ وعدي..
وأكتب بالبند العريض على ناصيتي.. 
"لقد نسيت"

فرعون لا يموت..


هل مات فرعون حقاً؟
كنت أعتقد أن فرعون مات..  ولكن الحال الواقع دائماً يثبت أنه رغم إغراقه مازال حيّاً..
فالبشر أحرص على بعثه.. في أشكاله المختلفة..

 "مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي"
 "لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهاً غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ"
 "آَمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ"
"أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ"
حين تفتح صدرك كشراع أهوج في وجه الريح العاتية
وأنت تظن نفسك فرعون
ستلعب بك الحياة وتتقاذفك بين أمواجها
ويتحطم صاريك فتغدو حبيس فكرك المتوحد
في نقطة لا رجوع منها..
تبا لك فرعون حيثما كنت..
 

الجمعة، 23 أغسطس 2013

شذرات هوى..


شريرة وعلى قدر شري... مشتاقة..
مشتاقة وعلى قدر اشتياقي... أهواك..
أهواك وعلى قدر هواي... أخشى عليك..
أخشى عليك مني ومنك..



سباحة أنا في بحر الهوى
والغرق..
بعض وهم..
على جرفي اندثر..
وسهمي وإن يصب
فشفاء للقلب وللجرح خير دوا..
شريرة أي نعم
وروحي لروحك مني مهما اشتكت
مثوى وثاني جسد...




وإن هويت فإن بعض الهوى مكّار
لعمري غرقك موتي وجرحك أشد بي منك..
تقسو على نبضي بعتبك
فالسهم الذي أصابك أصابني
فإذا كنت بوجع.. فأنا بوجعين
مني ومنك..


أحاول اختصار الانتظار في بعض جمل
وأحاول دك المسافات في كلمة
وأحاول... عصر أشواقي في حرف
أتتسع الأبجدية لحب جارف؟؟
سحقت الحروف بنبضة قلب فما عادت تجدي
واتخذت القمر مرسالاً والنجوم جسر وصل
لأعيش بضع السنوات تلك على أمل..
علني أهزم الموت مرة والقاك
حلماً يبتسم
سأذكر الموت دوماً..
فقط.. لأنه الوحيد الذي قد يبعدني عنك

الأربعاء، 21 أغسطس 2013

وللفتحةِ.. أسرار



 

كان يرفع إصبعه بشكل هادئ عكس ما تعود، يدنيه تارة من أنفه وأخرى يعليه فوق جبينه.. في حالة أشبه بتوسل الآنسة أن تختاره دون رفاقه كمن يخفي رجاءً ملحاً.. اختارته الآنسة وقد انتابها الفضول من حالته المريبة، تنحى عن مقعده وهو يثني كراسته بين يديه الصغيرتين في شكل مقوّس يخفي خلف طرفها شفتيه وذقنه، كان ينظر إليها بثبات تتخلله حركاته الطفولية العفوية، وقف على المصطبة أمعن في سطره المخربش قالت الآنسة:
 "نعم عبد الغني تفضل"
رد بثقة وهو يمعن في جملته:
"دقيقة.. سأقرأ"
علا صوته شيئاً فشيء بجملة قصيرة "دخلتْ القِطّةَ غُرْفَتي" صححت الآنسة بشكل آلي "القِطَّةُ"  فكرر الجملة مرة أخرى بنفس التشكيل.. قالت له:
 "بالضمة عبد الغني"
 رفع بصره عن الكراسة.. نظر إليها صحح الجملة وعاد لمكانه.. عندما دق جرس الخروج وقف عندها صامتاً.. ظلت تنتظر مراده حتى قال:
 "لكني أريدها فتحة"
 استغربت منه انحنت له.. وقالت: "حسنا قل أدخلت القطةَ غرفتي"
بدا على وجهه حزن غريب وقال: "لكنها دخلت لوحدها.. لم أدخلها"
صمتت لبعض الوقت.. همست له: "إن دخلت لوحدها وأعطيتها الفتحة ستغضب"
اندهش.. دنى منها همس بالمثل: "لماذ؟؟ فالفتحة أفضل"
 قالت الآنسة: "لأن كل من يفعل بنفسه كل أموره.. تهدى له ضمة"
تراجع قليلا ارتسمت على وجهه ملامح الاستياء.. قال: "لكن.. " ثم عدل عن الكلام.. سألته الآنسة مظهرة له اهتماما كبيراً: "ولكن لماذا الفتحة أفضل؟"
 اقترب منها أخذ رأسها بين كفيه.. ثبت شفتيه عند أذنها وهمس:
 "لأنها كلما جاءت ومعها فتحة فتحت أمي النافذة لتخرجها" ونظر في عيني الآنسة وضوء الفرح يشع من عينيه.. ثم أتم "وكلما فتحت أمي النافذة أخرجت رأسي منها وشاهدت الدراجة النارية في الشرفة المقابلة التي يملكها هشام.. أتعرفين هشام؟؟" قالت "لا لا أعرفه" أتم مستغرباً "هشام جارنا" ضحكت وأكدت أنها لا تعرفه.. فقال: "المهم.. هو وعدني أن يأخذني في جولة ولكن أبي وأمي رفضا"

قد.. أريد

أريد الكون.. لعبة
والقمر.. أرجوحة

أريد.. السحاب وطن
والريح.. شريعة

أريد الشمس.. قصيدة
والمطر.. لغة

أريد فيما يريد الحالم..

الصحراء أغنية خاصة
والبحر.. هدية

أريد ساعة بغير عقارب.. وأحلاماً بغير نوم
أريد بيتاً كلّه أبواب.. وأسقفاً كلها نوافذ..

أريد السماء ابتسامة.. والعصفور قلب..

أريد فقط أن أحطم بعض لغة الخشب على  بعض رهافة الجنون

الخميس، 15 أغسطس 2013

شجن... وحسب

دربي مفتوح على سفر..
وعمري الذي لم أعُدّ بعد..
يكاد يفنى على عتبات العتاب..
جرحي الذي منذ الأزل لم يعد صغيراً
مفتوح.. كباوبة بلا مصراعين.. 
فهل من مفتاح وهل من قفل؟؟
اختبئ خلف السؤال اليتيم..
وأغني بهمس حزين..
آه يا... عصفورة الشجن..

الاثنين، 12 أغسطس 2013

أغرب مما كنت أعتقد..



لمحتك بطولك الفارع بصحبة بعض من طلابك.. كنت أنظر إليك من خلف نظارة سوداء.. لم تعرني اهتماما ولكني.. عزمت أن لا أفلتك هذه "الصدفة"
تركت عمداً وشاحي على ذلك المقعد.. كنت أكيدة أن قلبك القوي سيتعثر به ويقع رغم صلابة نبضه، حملتَه.. ناديتني مرة وثانية وثالثة فالتفتُ "الثالثة ثابتة" هكذا يقال.. كنت تبتسم بل كنت غارقاً في الوسامة بسمرتك الوهرانية وروحك المتشبعة بنسيم البحر ومواعض سيدي الهواري والمتأهبة كالأسدين معاً لكل طارئ.. نظرت إليك ولم آبه للوشاح فلونه لم يكن يعجبني ولكني فكرت أنه ولابد كان يعجبك كرجل.. همست وأنا أراقب اقترابك متأملة تضاريس جبال الشريعة التي سكنت محياك منذ سرقتك البليدة من وهران الباهية وجعلتك تغير ضريح صلواتك إلى سيدي الكبير الذي رغم هجرانه مازال له ذاك السحر في الاحتفاظ بالزوار وأسرهم.. "تبا لك البليدة لما احتفظت به؟؟ ألتغويني فقط أغيرت ورودك بتعاويذ الحب؟"
قلت لي حينها: "لا تكوني مهملة" لم أتمالك عن الضحك وأنا أجيبك "بل مهملة جداً" أتممتها في سري "مهملة حد المجيء بك إلى هنا"
شددتَ الوشاح لحظات ثم أفلته سألتني إن كنا التقينا من قبل أو كنا نعرف بعضنا، نزعت نظارتي السوداء ثبت عينيَّ الزرقاوين بسواد عينيك لحتى جعلته لجة هائجة ثم.. أجبتك على مهل كأني أتذكر: "ربما في المعهد.. أأنت معيد هناك" كنت أكيدة أنك أستاذ محاضر ولكني أردت مخاطبة كبريائك الرجولي كي يطغى على طيبتك.. أجبتني "أنا أستاذ محاضر.. أتدرسين هنا" كم أحب ادعاء السذاجة منذ لحظات فقط كان احتمال أننا التقينا قبلا قائماً.. أجبتك أني هنا أنتظر صديقة وعدَتْني أن توفر لي كتاباً ولكنها لم تحضر.. "صدفة" كنت تملكه فوضعنا يومها موعدنا الأول...
أغرب ما حدث في قصتي معك.. أنّ موضوع رسالة الدكتوراء التي كنت تحضرها كان حول الكاتب الّذي ادّعيتُ أنّي أريد كتابه، وأنّك لم تكن مجرّد استاذ محاضر بل كنت رئيس الكليّة نفسه الّذي كان يكلّم دائماً استاذي المشرف على رسالة الماجستير التي كنت أحضرها ويزوره في مكتبه الخاص دون أن نراه.. أنّك لم تحب قطّ لون ذلك الوشاح ولكنّك يومها تمنيت أن أكون مهملة لأنها كانت الطريقة الوحيدة لتكلمني بعيداً عن صديقك.. أنّك تعمدت شدَّ الوشاح لتجبرني على خلع النظارة.. أنّي كنت أجلس على المقعد الذي تعودت الاستراحة عنده بين المحاضرة والأخرى..أغرب ما حدث أننا كنا نعرف بعضنا من حيث لا يعرف أحدنا ذلك..

آمال بوضياف

الاثنين، 5 أغسطس 2013

أنت وأنا..

أنت وأنا..
حين تخلف وعدك... تحزنني.. لأني لا أستطيع جعلك تفي به..




كنا نعلم أننا مستحيل.. ولكنّنا طرقناه عمداً...
 لا نضرب مواعيد أبداً ولكن ساماءاتنا.. متقاطعة في نجوم لا تختفي حتى ظهراً..





تبتسم.. فيضحك الكون من حولي.. تضحك فأحلق فوق كل تلك المسافات بل وأطوقها..
فأعانق فيك الروح... وعلى فرحك.. أرسم مئات القبلات..


شغب مشاعر



أرغب بشدة أن أستقل السماء عرضاً.. أقطع بها حقول الغياب فأُغرق حفيف الحقول البارد في رزقة السماء المحمومة بشوقي... 
علّ الحنين المُتخفي في غضبك كجريمة مسكوت عنها.. يمطر صوتك في لحظة "متنكرة" تبدو بغير ترقب
حينها... تخضر بساتين قلبي وتتفتق براعمها ابتسامات حمراء بريئة وأخرى.. زرقاء موغلة في المكر..