الحظ.. أن يراك الناس محظوظاً لا يعني أنك حقاً محظوظ..
كانت صديقاتي في الثانوية وأيام الجامعة يعتقدن أني الأوفر حظاً على الإطلاق.. كن يعبرن عن ذلك بجمل مكررة حفظتها مع الوقت.. أما عن نفسي فلم أكن أر لي أي حظ لسبب واحد فقط..
كن يرين الحظ في ذاك التزاوج بين خضرة عيني وسمرتي ولون شعري الفاتح.. يتعمدن سؤالي إن كنت أصنف ضمن السمراوات أم الشقراوات.. في تقاسيم وجهي المتناسقة جداً وحتى في قوامي المعتدل.. في ابتسامتي.. في قدرتي الغريبة على الرد الساخر المفحم.. .. في طبعي الاجتماعي وشعبيتي الكبيرة.. حتى في نظارتي السوداء.. كن يقلن أني الأكثر حظاً حتى أني لن أحتاج لأي شيء مع كم الأبواب التي تفتح لي حيث ما ذهبت بأسباب وبدونها.
لم أعلم يوماً حجم الحظ في تلك الأمور التي كن يحسدنني عليها.. ولكني على يقين أن الإنسان الذي لم يلتق حب حياته وقد ضرب له موعد عاجل مع الموت إنسان لم يعرف الحظ ولم يره ولو مصادفة.. ترسخ هذا الشعور عندي حين مرت سنوات بعد التخرج.. وانغمست في عالم الشغل الذي سبقه عالم البحث عن شغل ثابت.. وما مررت به من تجارب في العلاقات الاجتماعية والانسانية.. كان الحب يحوم من حولي يفيض من أعين وأوجه اختلفت كثيراً.. وتساءلت مراراً إن كنت عاجزة عن الحب حقاً.. تساءلت لما لم أستطع التجاوب مع أحدهم.. لما لم تبهرني ولو شخصية واحدة.. سألت نفسي كثيراً ماذا أريد وماذا أنتظر وعما أبحث.. لكن دون إجابة.. عبر تلك الأعوام كنت أرى اللواتي كن يحسدنني يعشن القصص.. بعضهن ينجح وبعضهن يفشل.. كنت أرى قلبي على الرف يتحول إلى قطعة أنتيكا.. ينبهر بها الجميع ويعجز عن الحصول عليها.. معروضة خلف واجهة زجاجية مفتوحة على أعين الجميع ولكن ليس لها باب.. وحيدة
آمال.. تلك البنت من أيام الثانوية.. الهادئة بشكل مزعج كان بيننا شيء مشترك وتنافس صامت.. التقيتها صدفة في الشارع الرئيسي للمدينة.. على حالها لم تتغير.. لطيفة جميلة مزعجة جداً.. كانت تحمل بنتاً عمرها تقريباً السنتين. نسخة مصغرة عنها.. حين التقت أعيننا.. انفلت مني بصري نحو ابنتها وثبت هناك يرفض الانزياح.. بعد لحظات من الصمت.. تكلمنا وأعدنا الذكريات الماضية بشيء من الراحة.. لكن.. علي أن أقر أنها زالت وأعترف أني أصبت بغيرة كبيرة حتى كادت تظهر جلية على وجهي.. حين قالت أنها تزوجت منه ذلك الأشقر.. في قرارة نفسي شمتمها.. لم يكن الأشقر حب حياتي أو ما شابه أبداً.. ولكنه الحب نفسه أمنية حياتي..
عدت يومها للمنزل.. وقفت طويلاً على باب الصالة أتأمل أمي التي تحمل حزن العالم في عينيها.. أسرعت إلى غرفتي أغالب دمعي الذي غلبني آخر الأمر.. أرتميت على السرير أخفي وجهي في عمق الوسادة.. شعرت بعد فترة بلمسات أمي تحنو علي تمسح شعري بلطف وتفكه لينسدل.. تمشطه بأصابها.. تسألني فيما يشبه الترجي.. إن كنت قررت بدأ العلاج.. أخرجت وجهي من الوسادة أدخلت يدي في الدرج الموارب كباب يخفي فاجعة.. سحبت أوراق آخر تحاليل وتأملتها.. قلت بحسرة "آمال.. عندها بنت..أسمتها أيضاً آمال" تأوهت بصدق.. وانسحبت أمي تلملم دمعها اللؤلؤي.. وفهمت أمي وجعي بشكل خاطئ.. فهمت أمي ما لم أقصده..
ما معنى أن تعيش العمر تحقق ما تريد ولكنك تسير والحب في خطين متوازيين..
كنت أريد أن أقول أن تحب يعني أن يكون لك عمر إضافي تعيشه أو حتى عشته.. لا يعرفه أحد.. ولكني وأنا أخسر عمري الواحد وأنا التي لم ألتق حب حياتي.. لا يحق لي القول.
نصوص مسروقة.. من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش
كانت صديقاتي في الثانوية وأيام الجامعة يعتقدن أني الأوفر حظاً على الإطلاق.. كن يعبرن عن ذلك بجمل مكررة حفظتها مع الوقت.. أما عن نفسي فلم أكن أر لي أي حظ لسبب واحد فقط..
كن يرين الحظ في ذاك التزاوج بين خضرة عيني وسمرتي ولون شعري الفاتح.. يتعمدن سؤالي إن كنت أصنف ضمن السمراوات أم الشقراوات.. في تقاسيم وجهي المتناسقة جداً وحتى في قوامي المعتدل.. في ابتسامتي.. في قدرتي الغريبة على الرد الساخر المفحم.. .. في طبعي الاجتماعي وشعبيتي الكبيرة.. حتى في نظارتي السوداء.. كن يقلن أني الأكثر حظاً حتى أني لن أحتاج لأي شيء مع كم الأبواب التي تفتح لي حيث ما ذهبت بأسباب وبدونها.
لم أعلم يوماً حجم الحظ في تلك الأمور التي كن يحسدنني عليها.. ولكني على يقين أن الإنسان الذي لم يلتق حب حياته وقد ضرب له موعد عاجل مع الموت إنسان لم يعرف الحظ ولم يره ولو مصادفة.. ترسخ هذا الشعور عندي حين مرت سنوات بعد التخرج.. وانغمست في عالم الشغل الذي سبقه عالم البحث عن شغل ثابت.. وما مررت به من تجارب في العلاقات الاجتماعية والانسانية.. كان الحب يحوم من حولي يفيض من أعين وأوجه اختلفت كثيراً.. وتساءلت مراراً إن كنت عاجزة عن الحب حقاً.. تساءلت لما لم أستطع التجاوب مع أحدهم.. لما لم تبهرني ولو شخصية واحدة.. سألت نفسي كثيراً ماذا أريد وماذا أنتظر وعما أبحث.. لكن دون إجابة.. عبر تلك الأعوام كنت أرى اللواتي كن يحسدنني يعشن القصص.. بعضهن ينجح وبعضهن يفشل.. كنت أرى قلبي على الرف يتحول إلى قطعة أنتيكا.. ينبهر بها الجميع ويعجز عن الحصول عليها.. معروضة خلف واجهة زجاجية مفتوحة على أعين الجميع ولكن ليس لها باب.. وحيدة
آمال.. تلك البنت من أيام الثانوية.. الهادئة بشكل مزعج كان بيننا شيء مشترك وتنافس صامت.. التقيتها صدفة في الشارع الرئيسي للمدينة.. على حالها لم تتغير.. لطيفة جميلة مزعجة جداً.. كانت تحمل بنتاً عمرها تقريباً السنتين. نسخة مصغرة عنها.. حين التقت أعيننا.. انفلت مني بصري نحو ابنتها وثبت هناك يرفض الانزياح.. بعد لحظات من الصمت.. تكلمنا وأعدنا الذكريات الماضية بشيء من الراحة.. لكن.. علي أن أقر أنها زالت وأعترف أني أصبت بغيرة كبيرة حتى كادت تظهر جلية على وجهي.. حين قالت أنها تزوجت منه ذلك الأشقر.. في قرارة نفسي شمتمها.. لم يكن الأشقر حب حياتي أو ما شابه أبداً.. ولكنه الحب نفسه أمنية حياتي..
عدت يومها للمنزل.. وقفت طويلاً على باب الصالة أتأمل أمي التي تحمل حزن العالم في عينيها.. أسرعت إلى غرفتي أغالب دمعي الذي غلبني آخر الأمر.. أرتميت على السرير أخفي وجهي في عمق الوسادة.. شعرت بعد فترة بلمسات أمي تحنو علي تمسح شعري بلطف وتفكه لينسدل.. تمشطه بأصابها.. تسألني فيما يشبه الترجي.. إن كنت قررت بدأ العلاج.. أخرجت وجهي من الوسادة أدخلت يدي في الدرج الموارب كباب يخفي فاجعة.. سحبت أوراق آخر تحاليل وتأملتها.. قلت بحسرة "آمال.. عندها بنت..أسمتها أيضاً آمال" تأوهت بصدق.. وانسحبت أمي تلملم دمعها اللؤلؤي.. وفهمت أمي وجعي بشكل خاطئ.. فهمت أمي ما لم أقصده..
ما معنى أن تعيش العمر تحقق ما تريد ولكنك تسير والحب في خطين متوازيين..
كنت أريد أن أقول أن تحب يعني أن يكون لك عمر إضافي تعيشه أو حتى عشته.. لا يعرفه أحد.. ولكني وأنا أخسر عمري الواحد وأنا التي لم ألتق حب حياتي.. لا يحق لي القول.
نصوص مسروقة.. من مذكرات امرأة لم تعرف كيف تعيش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق