حين تقرر السير في خط مستقيم... يصبح ما قبل نقطة القرار.. مجرد ذكرى وما بين نقطة القرار وآخر الانتظار محض عدم..
كنت فيما مضى لا أقوم سوى بعد الأيام.. متى يأتي السبت.. ومتى يأتي الشتاء.. ومتى يمر الخوف.. ومتى تورق الكروم.. وأريد أن تمر الأشهر الثلاث.. والأسابيع الخمس.. كأن الزمن الفاصل بين اللحظة ونقطة الانتظار لا قيمة له.. ويمضي العمر كأنه قفزات بين نقاط متباعدة لا صلة لها ببعض.. وجوه نلتقيها وننساها وقلوب ندوسها فلا نشعر أو تدوسنا فنهمل أنفسنا.. أيدي تمتد لنا وصور جديدة ترسم.. أصوات تنادي وأخرى تكتم.. جدران تبنى جدران تنهار.. ونحن فيما يشبه الغيبوبة عن الحياة لا لشيء فقط.. لمجرد أننا نترقب..
ولم أكتشف قيمة تلك الفواصل الزمنية إلّا حين أصبح العمر معدود الأيام أو بالأحرى بات الموت هو الزائر المرتقب.. أو لنقل بات للعمر معنى.. وبقدر ما أشعر بقيمة تلك الفواصل الآن بقدر ما أريد أن أعيشها وأملأها أفعالاً مختلفة من كل ما كنت أحب فعله أو يجب فعله وأأجله لأن وقته لم يحن أو لأني لم أملك الوقت أوليس لي رغبة.. بقدر كل ذلك لم أعد أقدر..
حدث يوماً.. أني التقيت امرأة أعرفها.. لن أحدد هويتها.. أخبرتني أنها مريضة.. وحدثتني عن حالها.. ومرت الأيام ونسيتها تماماً.. حتى عادت مرة أخرى كانت متهالكة.. أذكر أني كنت مشغولة في عملي ببعض التوافه.. وكان بالي مشغولاً بموعد ليومين تاليين ليومي ذاك.. رأيتها. كنت سأتجه نحوها ثم قلت بعد الدوام أكيد سألتقيها وأرى إن احتاجت أمراً.. وانتهى الدوام ونسيتها لأنها كانت قد انصرفت قبله.. ونسيت أني لم ألتقيها.. ولم أتذكر ذلك إلّا حين وصل خبر وفاتها.. أذكر أني تسمرت في مكاني.. لم يعد حتى للذكرى معنى..
وليس الأمر فقط لأنه مرتبط بالموت.. تشاجرت مرة مع صديقة لأمور تحدث بين الأصدقاء.. المهم أني قررت عدم الاتصال بها أو حتى لقاءها قلت فلتفعل ما تريد.. ولتحل مشاكلها بنفسها حين تتعقد الأمور من حولها كما عودتني وانقطع التواصل من جهتيْنا.. في تلك الفترة كنت أنتظر أن تلبي الإدارة طلبي بأن أُحصِّل أيام العطل التي عملت بها وجمعتها في حوالي خمسة عشر يوماً لأقوم بجولة لبعض الأماكن.. ولأني كنت أريد الحصول على كمبيوتر جديد وملابس جديدة أيضاً يعني كنت أسعى لبعض التجديد المغري لأي امرأة..
وفعلاً مرت الأيام فارغة إلّا من تشوقي وانتظاري وبالي خالي من أي أمر أردد متى يصل الموعد.. ووصل الموعد وحصلت على العطلة وخرجت واشتريت وعادت الأيام لرتابتها.. ولكن حدث أن التقيت بصديقتي صدفة وقد كانت حزينة.. بعد أن مرت بظروف صعبة جداً..
كلنا كان يقفز بين النقاط نحو الأمام ماضٍ بالعمر بالفراغ ونحو الفراغ.. تموت الانسانية فينا بشكل مخيف ونتحول إلى آلات مبرمجة.. ولا نستعيدها إلّا حين نصطدم بالموت.. لماذا؟؟
أغلب الظن لأننا غالباً ننساه.. وفي وعينا لا تعشش سوى الأبدية.. كأن هذا العمر بلا نهاية..
من مذكات امرأة لم تعرف كيف تعيش..
كنت فيما مضى لا أقوم سوى بعد الأيام.. متى يأتي السبت.. ومتى يأتي الشتاء.. ومتى يمر الخوف.. ومتى تورق الكروم.. وأريد أن تمر الأشهر الثلاث.. والأسابيع الخمس.. كأن الزمن الفاصل بين اللحظة ونقطة الانتظار لا قيمة له.. ويمضي العمر كأنه قفزات بين نقاط متباعدة لا صلة لها ببعض.. وجوه نلتقيها وننساها وقلوب ندوسها فلا نشعر أو تدوسنا فنهمل أنفسنا.. أيدي تمتد لنا وصور جديدة ترسم.. أصوات تنادي وأخرى تكتم.. جدران تبنى جدران تنهار.. ونحن فيما يشبه الغيبوبة عن الحياة لا لشيء فقط.. لمجرد أننا نترقب..
ولم أكتشف قيمة تلك الفواصل الزمنية إلّا حين أصبح العمر معدود الأيام أو بالأحرى بات الموت هو الزائر المرتقب.. أو لنقل بات للعمر معنى.. وبقدر ما أشعر بقيمة تلك الفواصل الآن بقدر ما أريد أن أعيشها وأملأها أفعالاً مختلفة من كل ما كنت أحب فعله أو يجب فعله وأأجله لأن وقته لم يحن أو لأني لم أملك الوقت أوليس لي رغبة.. بقدر كل ذلك لم أعد أقدر..
حدث يوماً.. أني التقيت امرأة أعرفها.. لن أحدد هويتها.. أخبرتني أنها مريضة.. وحدثتني عن حالها.. ومرت الأيام ونسيتها تماماً.. حتى عادت مرة أخرى كانت متهالكة.. أذكر أني كنت مشغولة في عملي ببعض التوافه.. وكان بالي مشغولاً بموعد ليومين تاليين ليومي ذاك.. رأيتها. كنت سأتجه نحوها ثم قلت بعد الدوام أكيد سألتقيها وأرى إن احتاجت أمراً.. وانتهى الدوام ونسيتها لأنها كانت قد انصرفت قبله.. ونسيت أني لم ألتقيها.. ولم أتذكر ذلك إلّا حين وصل خبر وفاتها.. أذكر أني تسمرت في مكاني.. لم يعد حتى للذكرى معنى..
وليس الأمر فقط لأنه مرتبط بالموت.. تشاجرت مرة مع صديقة لأمور تحدث بين الأصدقاء.. المهم أني قررت عدم الاتصال بها أو حتى لقاءها قلت فلتفعل ما تريد.. ولتحل مشاكلها بنفسها حين تتعقد الأمور من حولها كما عودتني وانقطع التواصل من جهتيْنا.. في تلك الفترة كنت أنتظر أن تلبي الإدارة طلبي بأن أُحصِّل أيام العطل التي عملت بها وجمعتها في حوالي خمسة عشر يوماً لأقوم بجولة لبعض الأماكن.. ولأني كنت أريد الحصول على كمبيوتر جديد وملابس جديدة أيضاً يعني كنت أسعى لبعض التجديد المغري لأي امرأة..
وفعلاً مرت الأيام فارغة إلّا من تشوقي وانتظاري وبالي خالي من أي أمر أردد متى يصل الموعد.. ووصل الموعد وحصلت على العطلة وخرجت واشتريت وعادت الأيام لرتابتها.. ولكن حدث أن التقيت بصديقتي صدفة وقد كانت حزينة.. بعد أن مرت بظروف صعبة جداً..
كلنا كان يقفز بين النقاط نحو الأمام ماضٍ بالعمر بالفراغ ونحو الفراغ.. تموت الانسانية فينا بشكل مخيف ونتحول إلى آلات مبرمجة.. ولا نستعيدها إلّا حين نصطدم بالموت.. لماذا؟؟
أغلب الظن لأننا غالباً ننساه.. وفي وعينا لا تعشش سوى الأبدية.. كأن هذا العمر بلا نهاية..
من مذكات امرأة لم تعرف كيف تعيش..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق