الجمعة، 5 يوليو 2013

قصة الأمل


alt
قصة الأمل..
فتحت مذكرتي البالية.. رمقتني بنظرة الشامت، قلبتُ صفحاتها الخريفية، كل قصة في ختامها نقطة…
 نقطة الفاء في فشل.. شين شمسِ يومٍ حديث الولادة.. لام ليلٍ انقضى و رحل.. لنبدأ من جديد..
 عين النهار أطلت على شوارع الحياة تدفعني نحو مجهول يتوارى في زيِّ معلوم يلوح..
حلم ارتسم لنبلي أضحى هدف، حمل ثقيل يرهق ساعدي… أضاع الهدف؟ أصار الحلم نورساً يجوب الأفق..؟
مازلت أمضي فالطريق طويل و النورس على جزيرة حط..
مذكرتي ترقب نقطة الفاء بشغف.. أغلقها بعنف.. لن أرفع الراية..
في خفية عنها بين انعطافات الأيام أبكي… أخشى استسلامي المبكر.. أخشى موت حديث الولادة
بستاني الذي قضيت الفصول أصون.. لحظة الضيق بخل لا أشجار لا ظل.. لا أزهار لا عطر..
نعم وحيدة.. تلك هي طبائع البشر…
يدي تدفع قلمي.. قلمي يعاندها، مذكرتي سعيدة.. يد تخطف القلم و ترسم السفينة..
أشرقت عيني فرحاً، حلمٌ يشق الطريق إلى حلم..
تدفق الأفق أملاً و تشربت الأيام معانٍ جميلة..
 مذكرتي …!! أتراني أهذي من حمى الفشل؟؟؟ لا.. و لكن لا تضحك الأيام عبثاً.
ماتزال الجزيرة بعيدة، دوار البحر، حر الشمس، برد الليل، أكاد أقع.. حلمي المساند يسندني..
 غيم.. رياح.. فعواصف.. حلمي المساند يحتضنني.. لا خوف لا فزع فلا تنال المقاصد بالأماني…
 لاح لحلمي حلمٌ.. رسم لنفسه زورق..
أترحل؟؟ رافقيني.. أواه مذكرتي ماذا أفعل؟؟ رافقيني..
نورسي على مرمى يد.. رافقيني… رافقيني… كلا لن أفعل..
يا حزن لما تسكنني.. يا دمع لما تغرقني.. أنا من اختارت و أنا من قررت.. ما الحياة إلّا دروب وعرة..
نزلت الجزيرة.. مذكرتي نلت منكِ..
حضّرت قوسي صوبت سهمي أطلقت.. أصبت… نورسي مضرج بدمائه.. 
 
 لم أخطئ الهدف و لكن أخطأت الوسيلة، ضاع حلم و مات آخر.
عين النهار أطبقت جفونها، سكينة اللّيل تُبْعث.. مذكرتي تُفتح..
ختام القصة نقطة الفاء في فشل لكن.. على صفحتها التالية شين شمسٍ ليوم حديث الولادة.. لام ليلٍ قد انقضى و رحل.. لنبدأ من جديد..
تلك هي قصة الأمل
25/11/2009
آمال بوضياف

ليست هناك تعليقات: