كان متعباً.. جسده متهالك كجثّة مازالت فيها بقاياً من روح.. تجلس هي محاذية لتعبه تبكيه كمداً.. لكنّها ما لبثت أن قامت باتجاه غرفة من غرف مقتبل العمر.. حضّرت فيها كل ما يلزم لتؤدي طقوس الزوجة الصّالحة علّ عرّافة العطاء تزورها..
بعد عمر قصير من التّضرع والتّعبد.. جاءتها العرّافة سألت: "ما مرادك؟ " ردّت : "كلمّا تعب امنحيه بِضْعاً من عمري" تجهّم وجه العرّافة ..طال صمتها ثمّ قالت: "لك ذلك ولكن.. سيذوي النّصف منك حين يكتمل الكلّ منه"
حين مرّ نصف عمرها في أقلّ من نصف الزمن.. أخذ يبحث فيها بنوع من طقوس الزوج الكامل.. ويردد: " أين أنتِ؟؟ أين نصفكِ الذي كان يلمع؟ "
لبس وجهها مسحة حزن مزخرفة بنصف دمعة.. همست قبل أن تهوي: " لكنّه معك.. النصف الآخر 'كلّه' معك"
"رفقاً بالقوارير"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق