قصة عربيّ (1)
منذ
زمن... منذ زمن بعيد أوقف عقارب الانتظار وحطم كلّ ساعات التطلع، لا معنى
لكن فقط سلال من فراغ كعزاء، كئيب يلتف في حزن ابتسامة ليعيش فصل الضحك، ثم
ينتحر على عتبات الاختناق في دمعة فارة من المعتقل، يقول: " إذا سدت كلّ
الأبواب من حيث لن تفتح... لابد من الكسر" يتعجب ثم يمسح علامة التعجب لأن
وجودها أغرب من النقطة، عليه
إذاً أن يحارب من دون سيف من دون بندقية من دون قلم من دون حاسوب، لا
ينتمي رغم الألفية الثانية لأي عصر، يفكر في أن يبيع الهوى لكن في زيّ ممثل
أو لاعب كرة قدم... أو حتى مغني بدون صوت لكنّه لا يعرف الطريق إلى جسور
المتعة والرفاه، من أين يبدأ، يتاجر في المخدرات... جبان يخشى السجون رغم
أن "الحبس للرجال" يهرب كل ما يؤكل ولا يؤكل عبر الحدود... جبان أيضاً يخشى
المهربين والحارسين عليهم ومنهم، ربمّا يسرق... لم
يبق في البلد ما يسرق إلّا على أعلى المستويات، ينظر نحو الأعلى بعيدة هي
السماء... قالوا عليه أن يركض... منذ زمن وهو يركض ويقفز إن تطلب الأمر
رياضي بلا رياضة وممثل بلا عدسات تصوير وهدهد عند الحاجة، لكن تظل الأبواب
مسدودة بل هي غرف من دون أبواب لعالم لا ينتمي إليه...
ضيع التعجب واندثرت النقطة وخلع عنه حزن الابتسامة لينهي فصل الضحك المبكي، يلبس أخيراً علامة غضب، ويلحق بعقرب من عقارب الموت إمّا على شكل قارب يخوض العباب نحو أوطان تكرهه أو مجاهد يقطع رؤوس الأبرياء و يمزق أجسامهم أنْ في سبيل الله... يئن في الحالتين يحلم مع سكرات الموت بأمه وزوجة لم تكن وأولاد لم يأتوا ووطن لم ينتمي إليه رغم المسمى جنسية، يحلم بدفتر صكوك ليس برصيد كبير بل بأجر نهاية الشهر رغم الضآلة، يحلم على عتبات الموت بحياة عادية أو أقرب... نهاية عادية لعربي يحيى القرن الواحد والعشرين.
08/07/2012
ضيع التعجب واندثرت النقطة وخلع عنه حزن الابتسامة لينهي فصل الضحك المبكي، يلبس أخيراً علامة غضب، ويلحق بعقرب من عقارب الموت إمّا على شكل قارب يخوض العباب نحو أوطان تكرهه أو مجاهد يقطع رؤوس الأبرياء و يمزق أجسامهم أنْ في سبيل الله... يئن في الحالتين يحلم مع سكرات الموت بأمه وزوجة لم تكن وأولاد لم يأتوا ووطن لم ينتمي إليه رغم المسمى جنسية، يحلم بدفتر صكوك ليس برصيد كبير بل بأجر نهاية الشهر رغم الضآلة، يحلم على عتبات الموت بحياة عادية أو أقرب... نهاية عادية لعربي يحيى القرن الواحد والعشرين.
08/07/2012
آمـــال بوضياف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق