صراخه يعلو المكان.. وهو الذي تعلّم أن يكبت كل فكرة وكلمة وحرف مهما كان مؤلماً..
يضرب رأسه بكل ما أوتيَ على أحد الجدران القائمة علّه يخرّ صريعاً ولكن..
وعيُه أقوى من أن يغيب..
ينزّ جبينه بضع قطرات لبخل جرحه الذي تورّم وأصبح بنفسجيًّا غامق..
ينظر إليها.. عيناه المحمرتان تلتهمان ثراءها أباً عن جد..
أوردة الرقبة والذّراعين تنتفض بفقره أباً عن جد..
أوردة الرقبة والذّراعين تنتفض بفقره أباً عن جد..
يصيح بها أن " دعيني.. لست كلباً لأحد"
تمسح عن وجهها وملابسها زبده بغير قرف متفحصة أجزاءً من كهفه المرتب
تبتسم تقول أن "انظر إلى المرآة.. ألستَ مسعوراً"
يرتعش.. يدنو من المرآة.. ورمه جرحٌ غائر.. وفمه مكمم..
التفت إليها بهلع.. يشير بكلتا يديه أن "من أنتِ؟؟ من أنتِ؟؟"
قهقت وقالت بتبجح.. " أنا الدّنــيــا"
"اللّهم لا تجعل الدّنيا أكبر همّنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا"
"اللّهم آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق