كل هذا الصراخ والطبول التي تضرب لحروب غير موجودة وأنت المحارب المعتد باستعدادك، كل هذا الصرير للأبواب الحمقاء التي فتحت نفسها للريح تلهو بها بعنف وأنت المقبض المبتهج بارتطامك مع الجدار.. كل هذا المطر الحامض الذي ينزل بغزارة وأنت الفلاح السعيد بمزروعاتك.. كل هذا الزحام الكاتم على أنفاس مدينتي.. وأنت الغبي السعيد بغيابك.. أنت وحدك الرواية التي لا تحمل عنواناً.. ألا تعنون نفسك ولو مرة.. لأعرف أي الكتب المدسوسة تحت الغبار أنت؟؟ أم تراني أتخذك مفاجأة مكشوفة أعرفها ولا أتوقع حدوثها فأندهش.. وأنا الأنثى التي لا تملك صبراً ولا تعرف كيف تجسد الإدعاء.. الشمس خلف السحب ولكنها مشرقة.. المعنى جميل ولكنه مُضمر.. تباً.. أنا الأنثى التي تقفز بين فصول كل رواية لتعرف أتستحق أن أتجول في شوارعها أم هي محض مدينة خربة.. عنوانك الذي لم تغيره أبدا لروايتك التي لم تكتبها ولن يكون عليها بصماتي.. ولا حتى غبار إهمالي.. هو الغياب.. وتفهمت المرآة لأول مرة في تاريخ انتظاراتي.. عرفت شعورها وهي التي يرى الكون نفسه فيها ولا ترى نفسها في أحد.. هي العمياء المنتصبة خلف سواد لجينها اللامع في أعين العابرين..
بين حماقة ليلي وذهول صباحي وارتعاش شمسي وبرد ظهيرتي وسهاد عصري ومرض غروبي.. أعود لبداية الحكاية.. صمت بغير صمت.. الكون يضج بغوغائه.. مفاهيمه.. اعتقاداته.. أعرافه.. ما يجب.. ما لا يجب.. أريد أن أجرب سجارة حشيش وكؤوس من النبيذ الأحمر صدقاً.. فقط لأشتم بكل حرية ويكون لي عذر السُّكْر وحضور العقل بذهابه.. لمرة واحدة وأعلن التوبة.. عن كل أنواع الصمت الصاخب والصخب الصامت.. وأكف عن إزعاج الجميع بهدوئي وبرودة أعصابي وحِدَّة نظراتي.. ويقولون حتى هي قليلة أدب فأفرح ليس بقولهم.. بل بشتمي لهم في لحظة حقيقة لا تتكرر.. لأقول لك علنا.. وأنا أعتلي عرش فك لجام "المفروض" تباً لك ولغيابك وللمرآة التي أحملها ولي طبعاً وأطلق قهقهة مومس ثم أنام وأستيقظ وأنا لا أذكر شيئاً وحين أتذكر.. لن أعتذر وسأضحك من أعماقي.. وأقول: "أنا قلت كل هذا؟؟ سبحان الله.. ماذا يفعل السُّكْر في عقل الانسان"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق