عكس كل الأمسيات أطلقتُ تنهدات فريدة.. كنتَ تخرج بين أنفاسي مع كل زفرة.. فتندهش أمي.. تقول "استغفري" ولكنها في البدء.. تريد أن تسأل: "ماذا قلتِ؟"
قلتُ يا أمي أنّه الّذي لم تخبريني عنه وأنت تكتبين الوصايا على جبيني وعلى كتفَيْ وعلى كفَّيْ.. أنّه ذلك الّذي يأخذ القلب والروح ويدعني عندك جسداً هشاً مستسلماً للريح والمطر.. للحرارة والرّطوبة.. أنا المبتلة بعرق الشوق وعطر الحنين.. أنا الباحثة بين السّحاب التّاهئة في غبش ضباب مبكر والعاشقة لرقص السّراب.. لم تكتبي شيئاً عن غبائي يا أمي.. ولم تخبريني أنّي لست ابنة خطوط كفك.. ولكنّي حزنك اللّامع في عينيك.. وأنت ترين حزني وتبحثيت على غير هدىً عن القلادة الجرح لذلك العقد المعلق في عنقي.. أمّي إن شئت رديني لرحمك ودعيني أتنفس من جديد طهراً وسلام.. لمرة واحدة أمّي.. علِّي حين أولد من جديد.. أكون أنت بغير حزن.. علِّي لمرة واحدة أمّي.. أكون ما أريد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق