الجمعة، 20 سبتمبر 2013

أكرهك.. بصدق

وكم أكرهك اللّحظة.. وبدون عتب ولا اعتذار.. 
ستسألني لما.. فلتعتبره كما لو كان بغير سبب.. 
أروّض مشاعري وأروض قلة صبري.. وأروضني كلّي.. لكن على غير أمل.. ثم أتهادى بصمت في مهب الريح.. لأسمع تراتيلها ربما إنشادها.. أو حتى غناءها.. في محاولة فاشلة للنسيان والهرب.. أفتح ذراعي.. أطلق ملامحي للمدى.. لم أخبرك يوماً أني حب المدى.. وأني أريد بصدق.. أن أمسك خط الافق بيدي.. وأني مازلت أحفظ حلم الطفولة بأن أصل لمنبع قوس قزح.. 
خلقت حرة وفي يدي القيد..
عبر كل هذه السنوات وأنا أطرق أبواب انعتاقي وأضرب الأرض برجليّ معاً.. كمن تعصر خمراً.. إذا زالت الأبواب فلتتشقق الأرض ولتهوي من فرط جراحي.. من فرط صمتي وصراخي.. من فرط اشتياقي.. أريد أن أتنفس.. قلبي يرفرف.. ويرفرف.. ويرفرف..
 قلبي يرفرف تحت حبال "كل شيء" أتعرف أيضاً هذا الكل شيء الذي لا اسم له.. ولا هوية.. سوى أنه اختناقي؟؟ لا تعرفه.
اُنظر الكون.. اُنظره بعيني.. بربك أجبني ماذا ترى؟؟ سأخبرك ماذا ترى..
ترى السماء سماء والغابة غابة والحلم حلم.. ترى البحر أزرق والرمل ذهبي.. بل سترى الشمس أوسع والأفق بيدي وقزح دربي.. ترى.. القضبان حاجز وأنت أنت.. محض طيف.. ما معنى أن تكون طيف سوى أني أكرهك بصدق.. 
والوجع أن أمّي مازالت تقول: "دسي المنديل تحت التراب.. فأنا لم أحكه لك".. أمّي منديلي لا يحتمل التراب.. منديلي أبيض رغم الكره.. فأنا رغم حجم القيد وحجم اللحظة.. وحجم الكره فيها.. في القلب لا أقدم تنازلات.. أنا لا أنعم بغير غبائي.. لا أعرف كيف أفعل أمّي.. التراب بنيّ.. وقد ولدتني بروح السماء.. زرقاء المدى..
الأطياف عادة شفافة.. نخترقها وتخترقنا.. لكن دون حس.. حتى وإن لم أكرهك.. حتى وإن لم أكرهه أمّي.. سأريد أن أفعل..

ليست هناك تعليقات: