الأحد، 6 يوليو 2014

بالمناسبة.. أهديك ضوء القمر

تعلمني اليوم الرسم من جديد؟؟
كنت أعتقد أني ضيعت الريشة منذ زمن.. وأني لن أرسم مجدداً.. قلت لأمي مراراً لم يعد الرسم هوايتي ولا حياتي.. كانت أمي تذهل وتصمت بشكل غريب.. وأحياناً تجيبني بأني ابنتها المجنونة.. وأنها لن تغفر لي ذلك..
ذات مساء كئيب أحرقت كل لوحاتي لو تعلم.. كانت لوحة بيتهوفن الأعز على قلبي تحترق.. وأنا أقف بين البرود والقهر أرقبها تزول تدريجياً تأكلها النار وهي تستمتع بذلك التنوع اللوني الذي يصيبها مع كل جزء.. كان اسمه مكتوباً بخط جميل أسفلها.. أذكر أني أخذت اللوحة خصيصاً لصديقتي الخطاطة.. كانت قد أحبت اللوحة وأرادتها بشدة ولكنّي رفضت وقاومت إلحاحها وكل إغراءاتها.. أذكر أني قلت "قد أعطيك أي لوحة إلّا بيتهوفن.."
رسمت لوحة بيتهوفن بعد أن قرأت سيرة حياته.. تأثرت بشدة بما أصابه.. كان الجزء المتعلق بهجران حبيبته له ثم إصابته بالصمم التدريجي قد زلزل قلبي بشكل عنيف.. وتساءلت ماذا لو أصبت بعمى ألوان مثلاً.. لن ينفعني الحدس ولا التخمين ولا الاجتهاد ولا الاصرار.. كنت سأرسم لوحات بالكاد ألمس روحها..
كان احتراقها احتراقاً لقلبي.. وكان إحراقها حرقاً لغضب انفجر داخلي.. انتقمت من عجزي بالانتحار..
كيف لك اليوم أن تزرعني مجدداً لوناً أبيضاً.. اللون الذي يلد كل الألوان.. لو أنك تراني كيف أحمل الريشة وعلى شفتي ابتسامة غريبة فارقتها منذ تلك الأمسية.. أحملها كما يتعلم صبي حمل الملعقة.. كأني لم أرسم يوماً وجهاً أو قصة أو حتى زهرة ربيع بريئة..
سأتعلم الرسم من جديد.. لأن الصفر منطلق صعب.. ولكنه نقي.. كضوء القمر.. كحضورك المباغت
أهديك الليلة ضوء القمر.. فأنا أحبها بصدق
وأعلمك أنها تستدعي دموعي كلما استمعت إليها..

ليست هناك تعليقات: