الخميس، 9 أكتوبر 2025

من مذكرات امرأة ما... نصوص مسروقة

 

لم أمت.. مازلت أحيا..

كنت أحيا بلا هدف ثم أصبح هدفي أن أعيش أطول.. ولو على الهامش.. ثم.. أنا أعيش لأنني لم أمت.. فقط

ما عاد بي هو ذكريات.. ذكريات طفولتي السعيدة حين كنت أتسبب في المشاكل وأختبئ خلف حامي الحمى.. أبي

سندي ومنبع قوتي وأملي في الحياة.. كان أبي كذلك لقد كان فعلاً كذلك..

وبت اليوم ضعيفة.. خاوية الوفاض والحشى.. وعمّ الصقيع فجأة ربوع عمري وتجمدت الحياة وبات الكون قطعة جليد.. لا دفئ بعد اليوم.

من يبتسم تلك الابتسامة لي.. ومن يأتيني بحلوى التمر بدون سكر مضاف.. من يحرص على مواعيدي.. ومن يغضب حين أتناسى الدواء.. في الماضي كان يغضب فقط حين أخسر النزال مع ولد وهو غير حاضر ليأخذ حقي.. 

تخطاني الموت كثيراً.. ولكنها المرة الثانية الأصعب.. كان سليما معافى وفجأة رحل.. كنت أولى بالرحيل منه. ولكنه الأجل لا يخطئ صاحبه.. 

أبي حين علم بحالتي.. انهار مباشرة ولم يتردد لحظة.. كان يقول أنت عمري.. أعطيك عمري وصحتي... وفعلتها يا أبي.. 

أمي تقول: ما كان ليصبر على فراقك.. وهل أصبر أنا؟؟ 

عام مضى كأنه اليوم.. كـأن رأسه في حجري مازلت أشعر به يثقل.. وأنا أصرخ وأصرخ وأنادي لعله يفيق.. ولكنه لم يفعل.

لقد كان الرجل الأول في حياتي والأوحد.. الحب الوحيد الصادق.. كان الحب غير المشروط الذي يحكون عنه.

ولعلي لم أجد الحب في حياتي لأني لم أجد حبّاً يضاهيه.. ولا رجلاً ينافسه.. لعلي كنت في حالة مقارنة غير عادلة.. دون أن أشعر. 

وقائمة الفقد سجلت اثنان..  

وأنا التي مازالت تحيا حياة لم تعرف كيف تعشها في حينها.. ولن تعرف إذا أبداَ   

 

 

السبت، 4 أكتوبر 2025

فضفضة.. خمسة من ألف

  


لعلي لمائة بعد الألف.. أقع من علوي الشاهق نفسه حيث كنا.. حيث أخبئك كسر خطير.. أعيد الكرة آلاف المرات في هدا العمر القصير..

إلى متى؟؟ إلى متى تبقى القلوب معلقة من شرايينها بين الحب واللا حب..؟

تتمزق الروح إلى أشلاء لا حصر لها.. من يرمم خريطة حب ثكلى فقدت ملامحها وضاعت منها خطوط الطول والعرض؟ فباتت بلا معنى.. وبلا روح

تراك الآن سعيد؟؟ وجدت العزاء في حب جديد.. أو..وردة تفتحت لتوها.. أو عنقاء جريحة طبّبتَ جراحها بلطفك؟؟

 وأكاد أموت غيظا من فكرة.. وأموت قيظاً من نار أشعلتها بنفسي.. 

مع كل محاولة لبداية جديدة.. أفشل.. 

مع كل ابتسامة جديدة لغيرك.. أكذب.

رغم كل ما حولي من حياة.. وحده شبح الحزن يحوم مطلقاً ترنيمات دافئة.. كمرهم لقلب عُلِّق من شرايينه وأوردته مرغماً

فلا أحد يحب أن يحيى على العذاب.

إلى أن نلتقي.. سيبقى الحب معلق.. بين الحياة واللا حياة 

  

الاثنين، 26 مايو 2025

فضفضة.. أربعة من ألف

 


في الغياب.. تبقى الذكريات حية كأنها شريط متجدد

كل أولئك الأحبة يفعلون ما كانوا يفعلونه دائماً.. كأننا بالأمس ها هنا حاضرون.

لا أحد منا رحل.. ولا افترقنا.. ولا بكت العيون حزناً.. 

فأبتسم.. ثم أفيق على الحقيقة.. كمن وقع من علو شاهق.. إني أموت.

كل يوم أموت قليلاً قليل.. أقتات على الصمت وصور الراحلين وأحيك منها عوالم جديدة فيها أنا وأنت.. 

وألتقط صوراً لذكريات لم تكن.. وأدندن أغان لم تكتب بعد.. بألحان مسروقة من أيام كانت جميلة رغم عسرها..

وأتساءل كيف كانت ستكون حياتنا معاً لو لم نفترق؟ 

أسيقتل الوقت ما بيننا يوماً؟

أنصبح كأي صخرتين ينحت عليهما الزمن ما شاء؟؟

أجميل أننا افترقنا لنحفظ كرامة الحب؟

أفقد إيماني بالحب يوماً بعد يوم.. لأنه عنصر يحيا على الوجع.. على البعد.. يحيا على الفراق.. يتغذى على الشوق والتمني.. ضعيف.. ضعيف هوالحب أيها الغائب.

 

 

 

الأربعاء، 26 فبراير 2025

فضفضة، ثلاثة من ألف

 


على مرّالسنوات العشر التي انقضت وأنا أشعر بل أعلم أني في المكان الخطأ..

وأستمر.. في العد.

عد السنوات تنقضي بلا طائل من هذا العمر القصير جداً.. وما نفع أن يحيا الانسان عمراً ليس عمره.. اووووه صعب جداً هذا الاعتراف..

فحجم الألم داخلي كبر حتى مات وفقدت الاحساس بكل الفرح والحزن.. وأعيش لأعيش فقط.. المعنى العميق لجسد بلا روح.

لو أن هذا العمر خط بقلم الرصاص.. ونمنح في فيه فرصاً لتصحيح الأخطاء.. ممحات، ممحات لكل أولئك الذين أذونا وانحشروا في أعمرنا عنوة وكذباً وغدراً..  حتى غدت فراغاً.

لعلي يوماً أبدأ من جديد ولن أحتاج ممحات أو ركني الهادئ لأقول فيه ما لا يجاز أن يقال.

 

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2024

فضفضة، اثنان من ألف


أوكنت تعلم أني لا أملك من اسمي سوى المعنى؟؟ وأني كنت وما زلت النور في آخر النفق لأشخاص كثر.. إلّا أنت ونفسي..

ما معنى أن تحيي الكون جميعاً.. ويموت فيك الحب.. 

كقطعة خشب ملقاة في ركن من سقيفة لبيت مهجور.. تركه الأحبة لأن من بناه رحل.. هو ذاك قلبي من دونك.

برد في الداخل ومن الخارج..  ويموت البرد في النار..  

يوم أشعل قطعة الخشب تلك.. سأموت حتماً في سبيل لحظة دفئ.. أراك فيها لمرة أخيرة..

في سبيل لحظة سعادة.. أحرق الحاضر كاملاً.. وأنتحر.. إلى ذلك الحين كن بخير.

 


الجمعة، 15 نوفمبر 2024

فضفضة، واحد من ألف..

 


 أنت لم تعد بعد كل هذه السنوات.. لا أستطيع عتابك... ولن تعود.. أنت لا تعرف الطريق.. لتعود.

مات كل شيء عند المنعطف..

رحلتُ ولم أترك خلفي أثراَ.. كان قراراَ صارماَ غبياَ.. تماماً كلحظة الحنين هذه.. 

طيفك الدافئ يملأ حياتي رغم كل الفوضى والنظام فيها.. تجول من حولي في الصمت والصراخ.. في النور والعتمة..

أحزاني.. وفرحي وأنت.. نومي وسهري وأنت.. 

حبي وكرهي وأنت..

في قمة غبائي.. أريد أن أعاتبك.. لحظة عتاب واحدة:

أين كنت ولمَ لم تعد في حينها؟؟  أبعد كل هذا العمر تحمل أثقالك وأثقالي وتتساقط كمطر في عز عطش لن يرويه وجودك؟

مطر مدمر لا طائل منه.. سوى خلط الماضي بالحاضر وجرفهما بين وحول الضياع.. لا أريد..

بل أريد... أريد أن أراك وأحكي لك ما حدث معي.. شرط أن لا تعاتبني.. فأنا لا أملك أجوبة ولا رد..


الجمعة، 19 أبريل 2024

عهد على الوجع.. هذيان

 


عشر سنوات مضت..

وأنا على العهد.. ما حييت على العهد.. أنا

في ظل هذا الصمت الرهيب.. وأنت الغائب أبداً.. 

أنتظر منك وعنك بعض خبر يشفي غليل وحدتي ويطفئ سخطي عليك..

نائم في سبات لا ميقات لنهايته.. لا تعلم عني سوى بعض ذكريات..

تلك التي كانت هناك.. وماتت.

متُّ أعلم.. وتحولتُ من عشتار.. إلى بائدة.. تسكن ركناً لا عنوان له.

وأنت الماشي في طريقك.. تبحث في الأعين وبين الرفوف وفي أقفاص الطيور عن مستقر لك.

في ما سبق من قولي وادعائي.. أكرهك.

أكرهك وأنا.. أتأرجح بكرسيي على سطح مرتفع.. والجو البارد لا أريد الدخول.. حتى أرسم بالنجوم وجهاً يحمل ملامحك..

أكرهك.. وأنت وطني الضائع.. 

أنا التي أضعت وطني في حرب من البداية خاسرة.. من البداية غير عادلة.

عمت مساءً يا وجعاً في القلب لا يزول.