لم أمت.. مازلت أحيا..
كنت أحيا بلا هدف ثم أصبح هدفي أن أعيش أطول.. ولو على الهامش.. ثم.. أنا أعيش لأنني لم أمت.. فقط
ما عاد بي هو ذكريات.. ذكريات طفولتي السعيدة حين كنت أتسبب في المشاكل وأختبئ خلف حامي الحمى.. أبي
سندي ومنبع قوتي وأملي في الحياة.. كان أبي كذلك لقد كان فعلاً كذلك..
وبت اليوم ضعيفة.. خاوية الوفاض والحشى.. وعمّ الصقيع فجأة ربوع عمري وتجمدت الحياة وبات الكون قطعة جليد.. لا دفئ بعد اليوم.
من يبتسم تلك الابتسامة لي.. ومن يأتيني بحلوى التمر بدون سكر مضاف.. من يحرص على مواعيدي.. ومن يغضب حين أتناسى الدواء.. في الماضي كان يغضب فقط حين أخسر النزال مع ولد وهو غير حاضر ليأخذ حقي..
تخطاني الموت كثيراً.. ولكنها المرة الثانية الأصعب.. كان سليما معافى وفجأة رحل.. كنت أولى بالرحيل منه. ولكنه الأجل لا يخطئ صاحبه..
أبي حين علم بحالتي.. انهار مباشرة ولم يتردد لحظة.. كان يقول أنت عمري.. أعطيك عمري وصحتي... وفعلتها يا أبي..
أمي تقول: ما كان ليصبر على فراقك.. وهل أصبر أنا؟؟
عام مضى كأنه اليوم.. كـأن رأسه في حجري مازالت أشعر به يثقل.. وأنا أصرخ وأصرخ وأنادي لعله يفيق.. ولكنه لم يفعل.
لقد كان الرجل الأول في حياتي والأوحد.. الحب الوحيد الصادق.. كان الحب غير المشروط الذي يحكون عنه.
ولعلي لم أجد الحب في حياتي لأني لم أجد حبّاً يضاهيه.. ولا رجلاً ينافسه.. لعلي كنت في حالة مقارنة غير عادلة.. دون أن أشعر.
وقائمة الفقد سجلت اثنان..
وأنا التي مازالت تحيا حياة لم تعرف كيف تعشها في حينها.. ولن تعرف إذا أبداَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق