لأني كنت دوماً ألملم حبات المطر وأحيك منها وشاحاً يقيني الجفاف.. هطل المطر غزيراً حتى جرف السيل الوشاح وحقق النبوءة.
كنت كلما نظرت حولي وجدت المدينة عاقر.. وتساءلت دائماً بحق أتيبس الأرحام وتتشقق..كيف للمدن أن تنام على جفاف؟؟
لم أكن أعلم أن المدن تسلبك الهوية حين لا تلدك.. وأنها لا تكون عقيماً سوى على الربائب..
سألت أمي بهدوء جد صارم.. لماذا لا يوجد أغنية على جدار بيتنا ولماذا بابنا أملس.. ثم.. لماذا ماتت الحكاية قبلي.. لماذا لا أستطيع أن أصنع من الطين على هيئة كتاب ليغدو وطن.. لماذا علمتك أمك تحت الشمس الحارقة التاريخ ولم تعلميني سوى الصمت..
لم تجبني.. ولم تلتفت أمّي.. تنهدت.. خرجت أمي للجبل أحضرت الطين كومته بكفي.. وانكفأت تتم قراءة التاريخ ونحت الوطن..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق