أن يكون الانتظار على "مجهول" كأن تضع يدك في نار تعتقد أنها ستبرد..
كان يوماً شاقاً.. جلست على ذلك الكرسي الحديدي البارد وأنا أرقب سماءً غائمة.. كنت أحدث نفسي.. "لا تقلقي ستشرق"
لم أكن أعلم صدقاً آخر ذاك الانتظار والبرد معاً.. كانت تثلج في أعماقي وكانت أعماقي تقف وسط الفراغ بغير معطف ولا مطارية..
امتلأت عيناي بالدموع مراراً ولكنها لم تنزل.. جففتها مرة واثنتان وثلاث و.. بغير حساب.. كنت كلما فكرت أني قد أعود أدراجي أقف على شفا الانهيار وأزداد تيبساً وتهطل الثلوج بقوة حد أني شعرت باختناق قاتل..
لم أكن على استعداد لادعاء القوة ولا تمثيل دور المرأة الحديدية.. لست كذلك.. لطالما كنت امرأة الورد.. لا أحتمل برداً ولا حر..
وكنتَ قربي.. لم أشعر بك.. حقاً لم أفعل.. كان مناك أن نعود سوية لتشرق الشمس حيث أنت تريد.. لم أشعر بدفئ ذراعيك لأني غرقت في حالة من الحقد وأنت تكاد تنتصر تردد "فعلت كلما بوسعي.. لكنه الشتاء عزيزتي"
أعماقي امتلأت عن آخرها بالثلج تضج بجمل لا يربطها سياق ولا معنى ولا حروف.. لكنها اتفقت جميعاً على: "تباً لك وللفرح في داخلك" وعجزت أن أسكت الخوف داخلي بالقول أن "سمائي ستشرق" لأن انتظارنا كان حقاً مبنياً على مجهول.. كان حزني كبيراً وضعفي أكبر.. وأنت سعيد بأن تأخذ ذراعي وتمسح دمعي تقودني حيث البداية..
كانت لحظات ضعف شديد اعترتني.. ولكني انتصرت وتركتك هناك مقطب الحاجبين وأنا أبتسم بصدق.. قلت آخر جملة لك "اعتني بنفسك.." أعلم أنك ستفعل ولكن قلت ذلك لأزيد غيظك لا أكثر.. شريرة وليس لك مفر.. تشرق شمسي دائماً حتى والمجهول صفة لكل شيء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق