الجمعة، 30 مايو 2014

لا أحد يستحق

لا شيء.. كل ما في هذا اليوم صامت.. ورغم أنّي تعودت الهدوء والصمت إلّا أن المضي على جسور الوهم المعلقة فوق أرض الصخب بات مريعاً.. وعلى عكس كل البشر كنت أرمي بصري نحو الأسفل.. وأتساءل عما يحدث هناك.. كنت أتساءل باستمرار عن لون الطين.. عن ملمسه تحت الأقدام وقد بلغتْ من المشي ما بلغت.. كل ذاك الطين الذي دست من قبل لا ذاكرة لي عنه ولا شوق ولا هوس.. أراهم من جسري الزجاجي اللماع يضربون بعضهم بالطين يتسخون بفرح لا مثيل له.. كانت الأعين تنغلق ثم تنفتح بخطوط عميقة على جوانبها بعمق تلك المحبة في لمس الطين وعجنه ورميه بقوة.. لا تسبب ضرباته أي ألم.. كنت أتساءل ما حجم الادعاء في كل تلك اللعبة.. ولأني لا أجيد الادعاء حاولت أن أجرب لكن.. لكني لا أثق في أحد.. غادرت الجسور نهائياً.. وسرت على جانب درب الطين وأنا.. أحمل قطعة ضخمة من الزجاج.. فلا أحد يستحق

هناك تعليق واحد:

اثار العابرين يقول...

لا احد من '' الطيانين)) يستحق ان يخلده التاريخ..
بين الزجاج والطين ترتفع الأكواخ وتنهار القصور.
شكرا على الاسلوب الفلسفي الجميل.