عندما كنا صغارا بدت الأيام وكأنها تمر وئيدة.. عندما بلغنا العشرين بدت وكأنها في أيدينا نتحكم بها.. أما وقد بلغنا الثلاثين.. لم تعد تبدو بل هي تنزلق وتفر كأنها طلقات قاتلة.. متتالية.
أمّا حين نأخذ موعداً مع الموت، فلا تهم الأرقام بعدها.. لأن المتبقي مجهول، والمهم كيف سنعيش ذلك المجهول الذي قد يطول كما قد يقصر.
إن طال على حب، فهو جميل.. وإن طال على وحدة وحرمان فلا أعلم ما هو.. فراغ قاتل ربما.. أو موت بطيء.. موت يسبق الموت..
الروح.. الروح هي التي تموت.. ويبقى الجسد يمارس عاداته بلا أدنى إحساس.. تخيل حجم الخيبة.
حسناً.. وأنا أعشق عمري الآت، وأنا أبحث له عن جسد وروح معاً، أريد أن أعيش الحب.. أمارس طقوسه وعاداته.. وأسأل قلبي لما كنت عصي ولما تلين اليوم..
يلين قلبي ولكني ما عدت أنظر للأعين.. فلا أمل.. تناقض رهيب..
على عارقة اللّا أمل.. أتمنى أشياء لم تعد متاحة.. على سبيل الندم أشاهد افلام الحب، أقرأ السير الذاتية.. وأبحث عن أجمل المناطق في بلدي والعالم كله..
أكتفي بالمشاهدة.. في عالم يتسارع فيه كل شيئ ولا يكف العمر عن الهروب وأسأل نفسي..
لماذا لا يعلّم اللآباء أبنائهم أن الحياة أوسع من قائمة الممنوعات التي سطروها لهم، لماذا يعلمونهم أن التمرد قلة تربية، والاستقلالية عصيان.
لماذا ننشأ في حلقة ضيقة من الواجبات، وكم كبير من المفروض، لو كان المفروض رجلاً لقتلته.. هذا هو الأصح، محكومون بمجتمع غبي لا أفق له، يبحث عن التطور وهو يكبت أجياله الواحد بعد الآخر.
في قمة ضعفي لا أبحث عن علّاقة لخيباتي التي لا تحصى ولكني جبانة كنت بالأمس.. أبكي اليوم خسراني واستسلامي لقائمة المفروض ورضوخي لكل ما كنت أكره.
من ذات المذكرات.. وعلى رصيف خالٍ.. إمرأة لم تعرف كيف تعيش.
هناك 5 تعليقات:
ما زالت الحروف تدور في حلقة مفرغة وما زال الامر مشابه للامس.لا شيء تغير.
الشيء الوحيد الذي اسعد به هو عودة الاخبار حتى ولو كانت حزينة..
ليلة هادئة.
تمضي الايام تتسربل كرمل ما بين ايدينا نتساءل عن ما يمكن فعله لكي لا نحس بهذا الهروب الذي كل يومنا ياخذ منا الاشياء الجميلة والقريبة الى قلوبنا التي تواسينا بعد كل خيبة.نمضي وراء الايام نبحث عن الأماني الضائعة السبور.نقف على بعد خطورة من الحقيقة التي نعمل كل ما بوسعنا لنسيانها او على الأقل لتجاهلها لكن حقيقة حب الاشياء اكبر من ذلك ولغة الفقد تظل لغة تسكن الوجبات و الذاكرة يسالني المكان ثم يا رجل لا تستسلم الظروف المتسلطة بل اصنع ظرف ما كظرف اولائك الذين يحسمون معاركهم في النهاية حتى وإن كانت في اللحظات الاخيرة فالتاريخ لا يذكر التفاصيل الصغيرة بل فقط الملاحم والانتصارات.
في انتظار الفرج ونصوص جديدة.
سجل انا هنا صامد وانتظر.
مر الصيف وانتهت العطلة وعاد وقت الجد ولا وقت للكتابة.
لا تنتظر....
بل سنبقى هنا...
تحياتي.
على رصيف خالٍ.. إمرأة لم تعرف كيف تعيش
إرسال تعليق