لا شيء.. كل ما في هذا اليوم صامت.. ورغم أنّي تعودت الهدوء والصمت إلّا أن المضي على جسور الوهم المعلقة فوق أرض الصخب بات مريعاً.. وعلى عكس كل البشر كنت أرمي بصري نحو الأسفل.. وأتساءل عما يحدث هناك.. كنت أتساءل باستمرار عن لون الطين.. عن ملمسه تحت الأقدام وقد بلغتْ من المشي ما بلغت.. كل ذاك الطين الذي دست من قبل لا ذاكرة لي عنه ولا شوق ولا هوس.. أراهم من جسري الزجاجي اللماع يضربون بعضهم بالطين يتسخون بفرح لا مثيل له.. كانت الأعين تنغلق ثم تنفتح بخطوط عميقة على جوانبها بعمق تلك المحبة في لمس الطين وعجنه ورميه بقوة.. لا تسبب ضرباته أي ألم.. كنت أتساءل ما حجم الادعاء في كل تلك اللعبة.. ولأني لا أجيد الادعاء حاولت أن أجرب لكن.. لكني لا أثق في أحد.. غادرت الجسور نهائياً.. وسرت على جانب درب الطين وأنا.. أحمل قطعة ضخمة من الزجاج.. فلا أحد يستحق
الجمعة، 30 مايو 2014
الثلاثاء، 20 مايو 2014
الاثنين، 19 مايو 2014
الخميس، 15 مايو 2014
الأربعاء، 14 مايو 2014
للذكرى.. يوم عادي
هربت إلى بيت جدّتي كما أفعل مع كل أزمة..
وضعت وشاحا خفيفاً بالكاد يتمسك بطول شعري.. صعدت إلى سطح المنزل.. لم يعد كما كان.. لم تعد صورة الشريعة صافية كاملة بعد أن أخذ العمران يأكل حتى من كبد السماء.. كانت الريح تهب كما أشتهيها.. باردة في يوم صيفي.. رغم أصوات السيارات التي خفت مع اقتراب الغروب في مدينة مازالت تخاف الظلام.. كنت أسمع صوت الطبيعة.. صوت الأشجار المثمرة واحتكاك أغصانها وأوراقها وأرقبها تجاري الريح بكل مرونة.. صوت العصافير تزقزق كما لو أنه بعشوائية.. الريح.. تمسح على كل شيء بين اللين والقوة في همس بدا لي حزيناً.. كنت سأكذب وأقول أني نزعت وشاحي وأسلمت شعري وملابسي لها ولكنّي أعترف أنّي هذه المرة لم أفعل .. شعرت أن جرعة الحرية هذه لا معنى لها فالمسكنات تفقد مفعولها مع مرور الوقت.. ربما كنت أود نزع الوشاح عن قلبي وتسليمه للريح كنوع من الاغتسال من صرير أسنان البشر.. وتسليم ذاكرتي لها كمصفات.. ولن أنكر أني مع كل هبة قوية.. كنت أغمض عينيّ كنوع من المتعة وبكثير من الراحة.. في شرودي العميق ذاك.. ترنحت ذاكرتي طويلاً بين النسيان والاسترجاع.. لم تكن الصور واضحة ولكنها موجودة.. مجرد أخيلة وأصوات تثير في نفسي الصمت..
أخيراً أخذت الريح وشاحي عمداً وأسقطته أرضاً.. أفقت.. حاولت التقاطه ولكني كلما فعلت أبعدته الريح بضع خطوات.. كانت تعبث بشعري فيحجب عني النظر.. وخفت حقاً.. من أن يطير الوشاح خارج المنزل.. فالحقيقة أنه كان لجدتي والمفضل عندها..
السبت، 10 مايو 2014
الجمعة، 9 مايو 2014
آخر الشر.. حصاد
أعتذر مسبقاً فكن على استعداد
حين أخفيت يدي اليمنى خلف ظهري لم أخف سوى منجل.. ولأني أكره الكذب الغبي سأعترف بأن حده كان ساماً تحسباً لأي خطأ..
أخلفتَ موعدك وأنا أقف على باب الحقد أهز رجلي حنقاً.. كنت أعتقد أنك تأخرت فقط فلم أسقط منجلي..
بعد سقوط الساعة بغير إذن.. مسحت حد المنجل بالترياق.. قلت الشر يرتد غالباً على صاحبه.. والمواعيد المؤجلة خير ولابد..
بعد الحقيقة ببضع كذبات غبية -وأنا أكره الكذب الغبي طبعاً- وصلتَ المكان تحمل حزمة سنابل ومعصم عارٍ..
حصدتُ السنابل بقوة وعزم ولكني أصبتك.. بمكر ضحتُ فقلتَ "لا ضير.. عادة لا نجرح سوى من نحب"
قلتُ "ويح غبائي كشفت.." سحبت حقدي القديم على بني جنسك.. وشطبت عن الساعة كل تأخراتك..
وصيرت السنابل خبزاً طري..
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)