الخميس، 17 أبريل 2014

للوطن.. تفاصيل يكتمها الخاطر


لا أحب السياسة ولا الخوض فيها ولا كثرة الـ "مفروض" والـ "يجب" التي تصاحب التحليل والنقاش حول مواضيعها..
ولكن أكيد سأحزن بشدة لو أن الرئيس المقعد ظل قاعداً على ما أصبح حرياً أن نسميه كرسي العرش.. غداً إن شاء القدير وكنت من الأحياء.. وكان الموهوم بالعظمة في مكانه.. سأكون كفرد يمثل نفسه ويمثل فئة في حالة من اليأس وموت الآمال الحقيقي.. ماذا بقي في هذا البلد لينهب.. أو بالأحرى ألن يدعوا ما بقي من هذا البلد لعلّنا ننميه.. هل فعلاً سيكون  هناك غد؟؟ أليس لنا الحق في أمل على الأقل..؟؟
سلبي جدا موقفي اليوم.. وحزين قلبي جداً.. كنا نعلم أنه لم يترشح ليخسر وكنّا نعلم أن الصندوق في وطني كجزء من عالم ثالث لم يكن يوماً صوت الشعب ولا اختياره.. كنا نعلم أننا تعلمنا التخاذل من جراحنا التي بالكاد اندملت من عشرية سوداء.. من جثث مالزلت مترامية في الذاكرة بلا رؤوس وبحناجر مكشوفة الداخل وبأصوات أولئك الذين تلقوا خبر القتل غدراً للأب للأخ للأخت  للجار للصديق.. 
كل هذا الوقت الذي مضى وهو في مكانه تعلمنا كيف تتراكم المشاكل دون حل.. كيف نضع المسكنات للجراح العميقة فيسكن الألم وينتشر المرض تحت القشرة الجافة حتى تحول إلى داء خبيث..
 يسكننا اليوم عدة أمراض من استسلام للتخاذل من رغبة العيش بأي شكل.. من عشق الحلول السريعة.. من بيروقراطية.. محسوبية.. رشوة.. جهوية.. تدافع في سبيل أي شيء.. فساد كبير في شخصية الفرد وتفكيره من الأعلى منصب والأوسع سلطة للأبسط على الإطلاق ذلك الجالس على الرصيف بدون مأوى.. تعلمنا اللهاث خلف الرغيف كبر أو صغر.. 
كان الكذب في الفترة التي سبقت هو اللغة الوحيدة.. الكذب العلني.. كنا في منازلنا نسمع الكلام ونرده على أصحابه بآذانهم المغلقة ثم.. كفرد لم أعد أرد وكففت السمع.. وحين صادف أن كنت أسمع كنت بحق أصمت..
 بكل سلبيتي لم أفعل أي شيء للتغيير.. سوى أني أنتخبت بغير إيمان.. انتخبت لأقنع نفسي أن رايتي البيضاء مرفوعة منكسة وفي حلقي غصة خانقة.. 
ولن أخفي أني خائفة.. جداً.. ماذا سيكون غداً.. بلد كبير.. حاكم عاجز من حوله عصبة وزمرة لصوص.. عصابة.. وشعب غاضب.. علّ الغصب سيندفع فيجرف الأخضر واليابس أو لعلنا سنضغط أكثر على غطاء القدر فنكبت.. ولعلنا سنكمل حياتنا كأن شيئاً لم يكن.. 
وإن غداً لناظره قريب.. 
خائب أملي قبل أن تظهر النتيجة التي نعرفها كشعب.. اكتشفت يوم الأربعاء 16 أفريل كيف تصمت المدن.. كانت مدينتي خائفة وكان الناس في ركض أخرس لمنازلهم.. كنا جميعاً في حالة ارتياب من أنفسنا.. كانت طرق العودة للمنازل مسدودة لأن الجميع يريد التواري.. ليس لنا كلمة أخيرة.. لنا صمت أكيد.. نحن شعب احترق بالنار.. فتعلم كيف يتجنبها بدلاً من استعمالها بشكل صحيح.. أمسكنا المشعل في ما مضى من حيث يحترق فاحترقنا أترانا نعيد الكرة أم ترانا نمسكه من مقبضه.. ماذا تحمل يا غداً.. ماذا؟؟  
للجزائر اليوم وهي على مشارف مرحلة مهما كانت فهي جديدة.. سلام أيتها الجميلة بنفسك لا بنا
ربي اجعل هذا البلد آمناً.. فالأمانة قد ضاعت

ليست هناك تعليقات: