من أغرب ما نمر به أن نشعر بالغربة والغرابة في حضرة أولئك الذين كانوا في مرحلة ما محركاً من محركات حياتنا، ولكن يحدث ما يحدث.. يتغيّر الوضع.. فيبقى بيننا شيء لا اسم له.. شيء كقلم لم يعد يكتب فقط يرسم نقاط تتوالى أحيانا وتختفي أخرى تاركة أثر، نجتمع بهم ضرورة.. نجلس في شبه صمت، نبتسم أغلب الوقت ابتسامات مبتورة، تلتقي أعيننا في صدف عابرة، بصرنا هائم في لا شيء وكل شيء، نتحدث عن أمور لا تعنينا، وحين نتحدث في ما يعنينا نقول جملاً غير مفهومة، نصمت لأننا نخشى المواجهة، نعلم أن الخيط انقطع ولكن الهوة لم تتسع بعد، ونخشى بالمقابل أن تتقلص الهوة فنضطر لربط الخيط ليغدو بشعاً يجاهر بحماقة ما كالوصمة.
آخر اللقاء نظرة عميقة مطوّلة تحمل شيئاً من الحقد والحنين شيئاً من الغضب والرقة من الاتّهام والعذر، تحمل الماضي واللحظة.. نظرة تطرح سؤالاً يبدو غبياً وحقيقياً.. "لماذا؟" وإجابة صارمة تخرصه أن "انتهى"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق