رسالة إليك.. حيثما كنت

ماذا سأكتب لك اليوم..

أني في حال يرثى لها وأني بحثت عنك ولم أجدك.. أنك لم تكتب شيئا منذ شهر سبعة..أني لا أعرف من أسأله عنك.. 

كنت جبانة أعلم.. ولكنه الواقع.. لن أسرد هنا المبررات.. فهي لا تجدي..

لا أعلم إن كنت ستمر.. وكل ما أكتبه لك وعنك ومنك.. 

فأنت لا تعلم أني أراك حيثما التفت.. حيثما كان الحب.. أرى وجهك.. أسمع صوتك.. فأبتسم.. أقول لو أنه كان هنا.

اعتقدت أن الزمن مرهم.. وسأشفى ولكني لا أزداد إلّا علة وشفائي يستعصي.. 

فريد لا شبيه لك.. دافئ حضورك كان.. ومازالت ذكراك تغمرني دفئا..

وحدتي باتت كبيرة في هذا الزحام الرهيب من البشر.. وحدك كنت صخبي.. ومازلت..

علي أن أعترف أني متعبة حد الضياع.. وأقاوم بضعف.. خائفك أن أطرق بابك مرة أخرى وحين تفتح أموت.. 

لن تسامحني أبدا؟؟ لا أريد سماحا ولا أستجديه.. ولكن فقط أريد أن أطمئن.. 

جبانة كنت ومازلت.. لا أستطيع.. فقط لا أستطيع.. لم يكتب لنا الميلاد.. ولن يكتب.

ما نفع مخاضات متعسرة لجنين يحاول مرات ومرات أن يولد حياً.. أعلم.. عدت أبرر لنفسي..

ماذا أفعل وأنا ما زلت أحبك كما لو أننا لم نفترق.. لم أشف منك.. فماذا أفعل..

أشتاقك..

آه لو أنني أستطيع.. لو.

أطل بخجل..

وهل ينفع الصمت صاحبه.. ربما.

بعد طول الغياب وأنا الحاضر دائما.. ألبس قبعة كبيرة وأجلس في الخلف.. 

أراكم.. أرقبكم.. 

لم يعد في القلب متسع.. ولكن الحنين لا يغلق أبواقه.. قوي عنيد بل جبار..

تلك الأيام التي مضت حائرة فيها نفسي بين كلام مكبوت  وصمت قاتل.. كانت بلا لون.. ما أنا وقد بعت نفسي للفراغ.. وتخليت عن شيطاني بل وكبلته.. ما أنا هناك سوى شجرة اجتثت نفسها وسلمت جذورها للهواء كي تجف.

ولا أعِد مكاني هنا بشيء فما عدت أشبه نفسي..

ولأن سنة جديدة على الباب وأنا أحب السنوات الجديدة ولا أعُدّ عمري كم بات أبدا.. ولا أشعر بي إلا وأنا أصغر.. أكره أن تموت فيَّ الطفولة.. ولا أبحث عن خرائط في وجهي.. 

على عتبة جديدة نخشى ما خلفها وندعو الله خيراً.. خيراً كثيراً.. كل عام وأنتم بخير وأنتم أجمل وأنتم على ما تتمنون.