أسير إلى الخلف باحثة عن طريق مختصر نحو البداية القديمة جداً.. كلما مرّ الزمن يصبح القديم أجمل.
حين اجتمعنا وحين ابتسمنا وحين رفعنا مسدسات الغضب في وجيهينا.. حين انهارت قوائم عالمنا الواهي.. الهش.
ونحن ننظر بأعين متعبة لم نبك.. ولكن استسلمنا فقط.. واختار كلّ واحد منّا طريقاً مختلف..
عالمي اليوم من اسمنت.. لا نور ولا ألوان.. رمادي مقيت، رغم أنّ عالنا سوياًّ لم يكن قُزحي الألوان، كان عاديّاً فيه كل الحالات، ولكنّني أحببته وتمنيته واقعاً ملموساً بكل مرّه وحلوه.
لو تعلم.. كيف مات قلبي وفقدت الشعور بأشياء كثيرة.. أشياء لا يذكرني بها سوى وجهك العابر للحاضر في كل تلك الذكريات العالقة هنا وهناك.
لعلي أزورك يوماً في مدينتك العتيقة أقف أمامك أنظر في عينيك.. أسألك أيَّ أمر.. ساعة.. طريق.. مكان.. ولن تعرفني لأن وجهي وصوتي وحتى روحي وكل ما ألفته بي.. قد تغير.
أبحث عن قطرة تبعث في نفسي بعض حياة.. تردّ إلى بعض نفسي القديمة.. كمحاولة أخيرة.. فأنا أحتضر وقد طال بي الألم.. ألم الاحتضار.